ينشر «موقع الأئمة الاثني عشر» نص إجابة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) عن سؤال وجه له بشأن مسألة التبليغ عبر وسائل الإعلام في كتابه: "المرجعية الدينية وقضايا أخرى"، حيث أشار سماحته إلى "محاذير مؤقتة" قد تسيء إلى الكيان المرجعي جراء استخدام بعض هذه الوسائل، وفيما يلي النص الكامل لإجابته دام ظله:
السؤال: ما هو نظركم حول انفتاح المرجعية الدينية والنشاط التبليغي الإسلامي على وسائل الاتصال الحديثة، مثل القنوات الفضائية، والانترنت، مع ما يتطلبه من إمكانات تهيئة وجهاز إداري؟
الجواب: المرجعية والنشاط التبليغي بأمسِّ الحاجة إلى وسائل الاتصال المذكورة من أجل توسيع رقعة العمل وتعميم الفائدة، خصوصاً مع تفرق المؤمنين في هذه الأيام وانتشارهم في بقاع الأرض وأطرافها، حيث تؤدي هذه الوسائل أعظم الخدمات وأنفعها.
وقد انفتحت المرجعية وسائر النشاطات الدينية من قبل ـ من دون تلكؤ ـ على الوسائل الحديثة، كل في وقته، كالطباعة، ووسائل النقل المختلفة، والكهرباء، والاتصال التلغرافي، والتليفوني وغيرها، وجنت منها أفضل الثمرات في بيان حقيقتها للعالم، وإسماع صوتها، وإيصال دعوتها وإقامة حجتها.
ونحن مع كل جديد مثمر لا يتنافى مع تعاليم ديننا، ولا يضر بمُثُلِنا وأخلاقياتنا وكرامتنا، قال الله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ...)، وقال عز من قائل: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ...).
نعم، قد لا تسارع المرجعية لبعض هذه الوسائل لقصور مادي، أو إداري، أو لمحاذير موقتة، بسبب سوء استغلال هذه الوسائل، بحيث يخشى من أضرارها، أو تكون أضرارها أكثر من فوائدها، أو بحيث يوجب سوء سمعتها بنحو تنافي قدسية الكيان المرجعي، التي لا ينبغي للمرجعية أن تتنازل عنها أو تفرّط فيها.
وهو أمر يختلف باختلاف الإمكانيات والظروف واختلاف وجهات النظر، من دون أن يؤثر على النظرة الأولية الدينية للوسائل المذكورة.
مقتطف من كتاب المرجعية الدينية وقضايا أخرى