تنويه: يعبّر المقال عن وجهة نظر الكاتب وليس بالضرورة عن رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر»
إذا أردتم أن تتحدثوا عن الدين والعقيدة وتناقشوا في ذلك وتحكموا على أفكار الآخرين بالوسطية أو التطرّف فأرجو منكم - قبل الحديث والنقاش والحكم - أن تعملوا على أربعة أمور :
الأمر الأول : حاولوا أن تُبعدوا العواطف والشعارات قليلاً.
الأمر الثاني : عليكم أن تقرأوا القرآن الكريم كل القرآن بتمعّن، فإنّه يعطيكم كلّيات العقيدة وعمومات الدين.
الأمر الثالث : اقرأوا حديث أهل البيت (ع) كأصول الكافي، لتطّلعوا على حديث أئمتكم (ع)، شريطة أن ترجعوا للعلماء أو الفضلاء فيما يشكل عليكم من معاني بعض الروايات، وإياكم وتكذيبها قبل مراجعة أهل الاختصاص.
الأمر الرابع : أن تقرأوا بعض الكتب العقائدية لعلمائنا المعروفين، وأنصحكم بقراءة المراجعات للسيد شرف الدين (قدس) وأصول العقيدة للسيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) وإصدارات السيد محمد باقر السيستاني (دامت بركاته).
أما إذا لم تعملوا على هذه الأمور الأربعة بتمامها فلا يحق لكم أن ترموا فكرة هذا بالتطرف والدعشنة، أو فكرة ذاك بالاعتدال، فإنّ هذه الأحكام ستكون نتيجة العواطف والميل النفسي المبنيَّين على عدم المعرفة، وقد تظلمون أشخاصاً لا يحق لكم ظلمهم - فينطبقُ عليكم ما رميتم به الآخرين من وصف الدعشنة - وقد تروِّجون لأفكارٍ خاطئة لا يصح الترويج لها وإن وافقت ميولكم النفسية.
العلم الديني والثقافة العقائدية حالها حال بقية العلوم والفنون، لا تنزل على الإنسان بالوحي بل تحتاج إلى مطالعة ودراسة وسؤال ذوي الاختصاص.
أما أنك تريد الراحة والنقاش بكل شيء فهذا غير صحيح عقلائياً وشرعاً، فإنّ الجدال من دون علم يقال له "المراء" وهو من كبائر الذنوب، وأخبر النبي (ص) أنّ المراء دون الشرك بدرجة.