قد يتساءل: كيف تحدّى إبراهيم الخليل عليه السلام شعور قومه، وأهانهم في آلهتهم وأعظم مقدّساتهم، ولم يعبأ بالنّمرود صاحب الحول والطّول؟! هذا، وهو أعزل من السّلاح، والمال لا ناصر له، حتّى أبويه لم يجرءا على مناصرته والذّب عنه.
حطّم الخليل آلهة قومه، وداسها بقدميه، وقال للألوف المؤلّفة: ( أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) 1، ولم يخش سطوتهم، ونارهم الّتي أو قدوها لحرقة حيّا.
وموسى الكليم عليهالسلام الشّريد الطّريد الّذي أكل بقلة الأرض حتّى بانت خضرتها من شفيف بطنه لهزاله، وحتّى سأل ربّه قطعة خبز، وتضرّع إليه بقوله: (... رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) 2. هذا الفقر إلى لقمة الخبز يصرخ في وجه فرعون المتألّه، صاحب النّيل، والملك العريض الطّويل، ويقول له: «أنت الضّال المضّل!...
ومحمّد اليتيم صلى الله عليه وآله 3 الّذي لا يملك شيئا من حطام الدّنيا 4 كيف سفّه أحلام قريش سادة العرب، وسبّ آلهتهم؟! وبأيّة قوّة هدّد كسرى ملك الشّرق، وقيصر ملك الغرب، وكتب إلى كل أسلم تسلم 5 ؟!.
وبكلمة واحدة، ما هي القوّة؟ وما هو الدّافع الّذي بعث الأنبياء والرّسل على تلك المغامرات الّتي لا يقدم عليها إلّا معتوه لا يدري ما يقول، أو رسول لا ينطق بلسانه، بل لسان قوّة خارقة، وفوق القوى جميعا؟!.
وليس من شك أنّ الأنبياء حين يدعون الجبابرة الطّغاة، وأهل الجاه والسّلطان دعوة الحقّ إنّما يدعونهم مدفوعين بقوّة لا تقاوم، ويخاطبونهم باسم الله الّذي يؤمنون به أكثر من إيمانهم بأنفسهم، وباسم الوحي الّذي يسمعونه بعقولهم وآذانهم.
يقدم الجيش أو يحجم بأمر قائده ورئيسه، ويبرز الفرسان إلى الميدان فيقتلون أو يقتلون، ومن يقتل فهو شهيد تقام له حفلات التّكريم والتّعظيم، وترفع له في السّاحات العامّة النّصب والتّماثيل، وتوضع على قبره أكاليل الأوراد والزّهور. وهكذا الأنبياء يقدمون بدافع من الله وقيادته، ويتّحدون أهل القوّة والسّلطان بأمر الله وإرادته، فينتصرون أو يقتلون، وهم في الحالين عظماء يمتثلون أمر الله، وبه يعملون، فإذا استشهدوا فإنّما يستشهدون، وهم يبلغون كلمة الله إلى خلقه، ويمثلون الإنسان في أسمى حالات الإخلاص والتّضحية.
هذا هو منطق أهل الدّين والعقل، وهذي هي عقيدة أصحاب الإيمان والوجدان، أمّا الملحدون الّذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر من شباب هذا العصر، ومثلهم السّذّج المغفلون من قبل ومن بعد، أمّا هؤلاء فيقولون: لقد جازف الحسين بخروجه إلى العراق، لأنّ أهله أهل الغدر، والنّفاق، وأصحاب أبيه وأخيه، وإذا خرج، وخدعته كتبهم ورسلهم فكان عليه أن يستسلم، بعد أن رأى ما رأى، من عزمهم وتصميمهم على قتله، وعجزه عن الذّب والدّفاع عن نفسه وأهله. قالوا هذا، وهم يعتقدون أنّ الإستشهاد فضيلة ممّن استشهد مع قائد يملك العدّة والعدد. أمّا الحسين في نظرهم فقد خاطر وجازف، لأنّه استشهد ولا قوّة تدعمه، وسلطان يناصره 6.
إنّ الّذين يقولون هذا القول يخطئون الفهم، ولا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم، أنّ الحسين لم ينهض من تلقاء نفسه، ولم يخرج إلى العراق رغبة في شيء من أشياء هذه الحياة، وإنّما خرج بأمر الله، وقاتل بإرادة الله، واستشهد بين يدي الله، فكما أنّ الجندي لا مناص له من البراز والنّزال حين صدرت أوامر رئيسه وقائده، كذلك الحسين لا ندحة له إلى التّخلص، والفرار بعد أن أمره الله... ممّا كان وفعل، ويؤكد هذه الحقيقة قول الحسين لمن نهاه عن الخروج، فلقد أتاه فيمن أتاه جابر بن عبد الله الأنصاري، وقال له: أنت ولد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأحد سبطيه لا أرى إلّا أن تصالح كما صالح أخوك، فأنّه كان موقفا رشيدا.
فقال له الحسين، يا جابر! قد فعل ذلك أخي بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، وأنا أيضا أفعل بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله 7.
وهذا الجواب يحدّد لنا سلوك الحسين في حياته كلّها، ولا يدع قولا لقائل، وإنّه يسير بأمر الله، وعلى سنّة جدّه محمّد رسول الله صلى الله عليه وآله، فلقد أوقع النّبيّ صلى الله عليه وآله صلح الحديبية مع مشركي مكّة بأمر الله، ومحا كلمة بسم الله الرّحمن الرّحيم، ومحمّد رسول الله من كتاب الصّلح بأمر الله 8، ورضي أبوه بالتّحكيم يوم صفّين بأمر الله 9، وصالح أخوه الحسن معاوية بأمر الله 10، ونهض هو نهضته المباركة بأمر الله، إنّ الّذين يعترضون على نهضة الحسين لا يفسرون الأشياء تفسيرا واقعيّا، ولا تفسيرا دينيّا، وإنّما يفسرونها تفسيرا ذاتيّا وشخصيّا محضا لا يمت إلى العلم والدّين بسبب، ولا ينظرون إلى حكمة الله، وحجته البالغة: (... لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ... ) 11.
لقد بيّن سيّد الشّهداء كلمة الله، ودعا إلى الحقّ، وحذّر المخالفين من عاقبة الظّلم، والطّغيان، فمن خذطبة له يوم الطّفّ :
«فسحقا لكم يا عبيد الأمّة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونقثة الشّيطان، وعصبة الآثام، ومحرّفي الكتاب، ومطفئي السّنن، ويحكم هؤلاء...!، وعنّا تخاذلون، أجل والله، الخذل فيكم معروف، وشجت عليه أصولكم، وتآزرت عليه فروعكم، وثبتت عليه قلوبكم. وغشيت صدوركم، فكنتم أخبث ثمرة: شجي للناظر، وأكلة للغاصب.
ألا وإنّ الدعيّ ابن الدّعيّ قد ركز بين اثنتين بين السّلّة والذّلّة، وهيهات منّا الذّلّة، يأبي الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، لا تؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام.. 12.
أما والله لا تلبثون بعدها إلّا كريثّما يركب الفرس، حتّى تدور بكم دور الرّحي، وتقلق قلق المحور، عهد عهده إليّ أبي عن جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله: (... فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ ) 13 ؛ ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) 14.
وقال الحسين، حين بلغه مقتل ابن عمّه مسلم: «وأيم الله لتقتلني الفئة الباغية، وليلبسنّهم الله ذلا شاملا، وسيفا قاطعا» 15.
ليس هذا القول تنبأ بالصّدفة، وأخذا من مجرى الحوادث. كلّا، وإنّما هو كما قال الإمام عهد من الله سبحانه إلى نبيّه محمّد، ومنه إلى أمير المؤمنين، ومنه إلى الإمام الشّهيد، وقد صدق التّأريخ ذلك، وما نقص منه شيء، فلم يلبث قاتلو الحسين عليه السلام حتّى دار الزّمن بهم دوراته، وضربهم بضرباته.
لقد دعا نبيّ الله يحيى إلى الواحد الأحد، فقتله جبّار أثيم، وأهدى رأسه بطست إلى بغي 16، ودعا الحسين إلى الحقّ والعدل، فقتله الطّغاة، وأهدوا رأسه إلى يزيد اللّعين، وقتل زكريّا وغيره من الأنبياء، وهم يبشرون وينذرون، فإذا كان الحسين قد أخطأ في استشهاده من أجل الحقّ، والعدل فقد أخطأ إذن الأنبياء، والأولياء، والمصلحون الّذين قتلوا، وشردوا في سبيل الله، وإعلاء كلمة الحقّ، وإلقاء الحجّة على المبطلين.
قال عليّ بن الحسين: «ما نزل أبي منزلا، أو ارتحل عنه في مسيره إلى العراق إلّا وذكر يحيى بن زكريا». وقال يوما، «من هوان الدّنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريّا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل... 17.
ذكر الحسين يحيى للشّبه بين الإثنين، فلقد أهديّ رأس الحسين إلى بغي من بغايا الأمويّين الّذين كانوا أشرّ، وأضرّ على العرب، والمسلمين من صهاينة هذا العصر. نكث يزيد رأس الحسين بالخيزران عنادا لله ورسوله 18، ولأنّ في هذا الرّأس الشّريف علوم القرآن الكريم، والرّسول العظيم.
أيهدى إلى الشّامات رأس ابن فاطم *** ويقرعه بالخيزرانة كاشحه
وتسبى كريمات النّبيّ حواسرا *** تفادي الجوا من ثكلها وتراوحه
يلوح لها رأس الحسين على القنا *** فتبكي وينهاها عن الصّبر لائحه 19
الهوامش:
1. القران الكريم: سورة الأنبياء (21)، الآية: 67، الصفحة: 327.
2. القران الكريم: سورة القصص (28)، الآية: 24، الصفحة: 388.
3. ماتت أمّه، وله ست سنين. انظر، الخصائص الكبرى: ١ / ٨٠. الحاوي للفتاوي: ٢ / ٢٢، السّيرة ـ لزيني دحلان بهامش السّيرة الحلبيّة: ١ / ٥٧. السّيرة لابن هشام: ١ / ١٦٨، مروج الذّهب: ٢ / ٢٧٥، الطّبقات الكبرى لابن سعد: ١ / ١١٦، البداية والنّهاية لابن كثير: ٢ / ٢٥٥، تأريخ الطّبريّ: ٢ / ٢٧٢، الرّوض الأنف للسّهيلي: ١ / ٨، تأريخ اليعقوبيّ: ٢ / ٦، حاشية البجيرميّ: ٢ / ٢٤٩، مسالك الحنفا: ٦٣، دلائل النّبوّة للبيهقي: ١ / ١٨٨.
4. كلّ ما ورثه النّبيّ صلىاللهعليهوآله من أبويه أمة، وهي أمّ أيمن، وخمسة جمال، وقطيعة غنم، وقد أعتق أمّ أيمن حين تزوّج بخديجة. (منه قدسسره). انظر، تركة النّبي: ١ / ١٠١.
5. انظر، صحيح البخاري: ١ / ٩، صحيح مسلم: ٣ / ١٣٩٦، مسند أحمد: ١ / ٢٦٢، صحيح ابن حبّان: ١٤ / ٤٩٥، مسند أبي عوانه: ٤ / ٢٦٨، السّنن الكبرى للبيهقي: ٩ / ١٧٦، معتصر المختصر: ١ / ٢٠٧، المعجم الكبير: ٨ / ١٥، تفسير ابن كثير: ٣ / ٣٩٥، تفسير البيضاويّ: ٤ / ٩، أسباب النّزول: ١٦٩.
6. انظر، العواصم من القواصم، تحقّيق: محبّ الدّين الخطيب ـ طبع سنة (١٣٧١ ه): ٢٣٢. مثل هذه الأكاذيث والمقولات الموضوعة، أو الّتي لا تفسّر بشكلها الصّحيح هي الّتي شلّت حركة الأمّة، وجعلتها قابعة تحت سيطرة الحاكم المستبد، وأطفأت الرّوح الجهاديّة في الأمّة. هذا أوّلا.
وثانيّا: ليست هذه هي المرّة الأولى الّتي نقرأ فيها الزّور، والبهتان على الشّيعة، فلقد عودنا بعض الكتّاب المستأجرين من المستعمرين، والوهابيّين على شحنائهم، وأسوائهم الّتي استفاده منها أعداء الإسلام والمسلمين، ولم تضر الشّيعة شيئا، ولكن الشّيء الجديد هو هذا الكذب الصّراح على الله والرّسول، وتحريف آي الذّكر الحكيم، والدّس في سنّة الرّسول العظيم...
ووليس من شكّ أنّ السّكوت عن الجبهان، ومحبّ الدّين الخطيب، وغيرهما ممّن كتب ونشر، وحمل ـ وتحامل على الشّيعة والتّشيّع لآل الرّسول قد أدّى كنتيجة طبيعيّة إلى الكذب والإفتراء على الله وآياته، والنّبيّ وعترته، والإسلام وحماته.
وثالثا: وهذه «رسالة العقيدة الواسطية» لابن تيميّة الّذي يقدّسه الوهابيون «فصل في سنّة رسول الله» جاء فيه: «ينزل ربّنا إلى سماء الدّنيا كلّ ليلة حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: من يدعوني استجب له؟ من يسألني أعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟» ثمّ قال ابن تيمية: هذا متفق عليه... وأيضا جاء فيه: «لا تزال جهنّم يلقى فيها وهي تقول: هل من مزيد؟ حتّى يضع ربّ العزّة فيها رجله فتقول: قطّ قطّ» وقال أيضا: متفق عليه. انظر، الفصل في الأهواء والملل والنّحل: ١ / ١٦٧. ورابعا: لقد وجد معاوية أبا هريرة، وسمرة بن جندب يضعان الأحاديث الكاذبة على لسان الرّسول في مدح معاوية، والطّعن على عليّ ؛ كما وجد ولده يزيد شيخا يقول: أنّ الحسين قتل بسيف جدّه!... لم توجد هذه الكلمة في تأريخ ابن خلدون الموجود الآن، وكأنّه ذكرها في النّسخة الّتي رجع عنها كما قال بعض المؤرّخين. انظر، الضّوء اللّامع: ٤ / ١٤٧، فيض القدير شرح الجامع الصّغير: ١ / ٢٦٥ ح ٢٨١ و: ٥ / ٣١٣ ح ٧١٦٣.
7. انظر، الثّاقب في المناقب: ٣٢٢ ح ٢٦٦، معالم السّبطين: ١ / ٢١٦.
8. في سنة خمس للهجرة خرج النّبيّ من المدينة إلى مكّة في ناس من أصحابه يريد العمرة، فمنعه المشركون من دخولها، ثمّ وقع الصّلح بينه وبينهم على أن يترك العمرة هذه السّنة إلى السّنة القادمة فيدخل مكّة بلا سلاح، وأمر النّبيّ عليّا أن يكتب كتاب الصّلح، فكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم: هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله، فأبى المشركون إلّا محو البسملة والشّهادة لمحمّد بالرّسالة، فقال النّبيّ للإمام: أمح. فقال الإمام: إنّ يدي لا تنطلق بمحو اسمك من النّبوّة، والتفت إلى مندوب المشركين، وقال له: أنّه رسول الله رغم أنفك، فتولى النّبيّ صلىاللهعليهوآله المحو بنفسه. (منه قدسسره).
انظر، سنن التّرمذي: ٥ / ٢٩٨ ح ٣٧٩٩، الفضائل لأحمد: ٢ / ٦٤٩، مسند أحمد: ١ / ١٥٥، المستدرك للحاكم: ٢ / ١٣٧، تأريخ الطّبري: ٤ / ٤٨، مروج الذّهب: ٢ / ٤٠٤.
9. لقد تكلّم الشّارحون عن حرب الخوارج، ومروقهم، وأطال المؤرخون الحديث عن أحوالهم، ووضع فيهم العديد من المؤلفات، ومن أحبّ معرفة التّفاصيل فليرجع إليها، وإلى أقوال شارحي النّهج... وغرضنا الآن أن نشير إلى موقف أمير المؤمنين عليهالسلام منهم، ويتلخص بأنّه حاول جهد المستطاع أن لا يهيجهم في شيء. ومن جملة ما قال لهم: «ألم أقل عند رفع المصاحف: إنّ معاوية ورهطه ليسوا بأصحاب دين، ولا قرآن، وإنّما هم يكيدون، ويخدعون، ويتّقون حرّ السّيف؟. فأبيتم إلّا إيقاف القتال، والكف عنه، وإلّا التّحكيم، وإلّا الأشعريّ.. فرضيت مكرها خوف الفتنة، ورضوخا لأهون الشّرين.. وأيضا قلت لكم بعد التّحكيم: أخذنا عليهما ألّا يتعدّيا القرآن فتاها عنه، وتركا الحقّ، وهما يبصرانه، وكان الجور هواهما فمضيا عليه»؟.
انظر، نهج البلاغة من كلام له عليهالسلام رقم (١٢٧)، البداية والنّهاية: ٩ / ٣٣٩، الإحتجاج: ٢ / ٥٨، الإرشاد: ٢ / ١٦٥، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٥٧، الأخبار الطّوال: ٢٠٩، تأريخ ابن خلدون: ق ٢ / ج ٢ / ١٧٧، ينابيع المودّة: ٢ / ٢٠ ـ ٢١، وقعة صفّين: ٥١٧، الإمامة والسّياسة: ١ / ١٦٨، الكامل لابن الأثير: ٢ / ٤٠٤.
10. اختلف المؤرّخون اختلافا كثيرا فيمن بدر لطلب الصّلح، فابن خلدون في تأريخه: ٢ / ١٨٦ ذهب إلى أنّ المبادر لذلك هو الإمام الحسن عليهالسلام حين دعا عمرو بن سلمة الأرحبي وأرسله إلى معاوية يشترط عليه بعد ما آل آمره إلى الإنحلال، وقال ابن الأثير في الكامل: ٣ / ٢٠٥ مثل ذلك ؛ لأنّ الإمام الحسن عليهالسلام رأى تفرّق الأمر عنه، وجاء مثله في شرح النّهج لابن أبي الحديد: ٤ / ٨.
وأمّا ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ٢٩٢ قال: ثمّ دعا الحسن بن عليّ بعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم وهو ابن اخت معاوية فقال له: صرّ إلى معاوية فقل له عنّي: إنّك إن أمنت النّاس على أنفسهم... وقريب من هذا في تأريخ الطّبري: ٦ / ٩٢، والبداية والنّهاية: ٨ / ١٥، وابن خلدون: ٢ / ١٨٦، وتأريخ الخلفاء: ٧٤، والأخبار الطّوال: ٢٠٠، وتأريخ اليعقوبي: ٢ / ١٩٢.
أمّا الفريق الآخر فقد ذكر أنّ معاوية هو الّذي طلب وبادر إلى الصّلح بعد ما بعث إليه برسائل أصحابه المتضمّنة للغدر والفتك به متى شاء معاوية أو أراد، كما ذكر الشّيخ المفيد في الإرشاد: ٢ / ١٣ و ١٤ وصاحب كشف الغمّة: ١٥٤، ومقاتل الطّالبيّين: ٧٤، وتذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: ٢٠٦ ولكننا نعتقد أنّ معاوية هو الّذي طلب الصّلح، وممّا يدل على ذلك خطاب الإمام الحسن عليهالسلام الّذي ألقاه في المدائن وجاء فيه: ألا وإنّ معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفه...
انظر، الكامل في التّاريخ: ٣ / ٢٠٥، وتأريخ الطّبري: ٦ / ٩٣.
11. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 42، الصفحة: 182.
12. انظر، تأريخ الطّبري: ٥ / ٤٢٥ ـ ٤٢٦ طبعة سنة ١٩٦٤ م، الكامل في التّأريخ: ٣ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
13. القران الكريم: سورة يونس (10)، الآية: 71، الصفحة: 217.
14. القران الكريم: سورة هود (11)، الآية: 56، الصفحة: 228.
15. انظر، الفتوح لابن أعثم: ٥ / ٧٩، مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي: ١ / ٢٢٦، مثير الأحزان: ٤٦، أعيان الشّيعة: ١ / ٥٩٥، اللهوف في قتلى الطّفوف: ٢٩.
16. انظر، الفتوح لابن أعثم: ٥ / ٤٢ مقتل الإمام الحسين: ١ / ١٩٢، اللهوف في قتلى الطّفوف: ١٢.
17. انظر، مستدرك الحاكم: ٢ / ٢٩٠ و: ٣ / ١٧٨، كنز العمّال: ١٢ / ١٢٧ ح ٣٤٣٢٠، فيض القدير: ١ / ٢٦٥، تفسير القرطبي: ١٠ / ٢١٩، الدّر المنثور: ٤ / ٢٦٤، تأريخ ابن عساكر: ١٤ / ٢٢٥ و: ٦٤ / ٢١٦، بغية الطّلب في تأريخ حلب: ١ / ٩٣، تأريخ بغداد: ١ / ١٥٢.
18. انظر، سنن التّرمذي: ٥ / ٦٥٩، موارد الظّمآن: ١ / ٥٥٤، مسند أبي يعلى: ٥ / ٢٢٨، المعجم الكبير: ٣ / ١٢٥ و: ٥ / ٢٠٦ و ٢١٠، تحفة الأحوذي: ١٠ / ١٩١ و ٣٠٧، سير أعلام النّبلاء: ٣ / ٢٦١ و ٣١٥ و ٣٢٠، تهذيب الكمال: ٦ / ٤٣٤، تأريخ واسط: ١ / ٢٢٠، فضائل الصّحابة لأحمد: ٢ / ٧٨٣، تأريخ الطّبري: ٣ / ٣٠٠، الإتحاف بحبّ الأشراف الشّيخ عبد الله بن محمّد بن عامر الشّبراوي: ١٥٢، بتحقّيقنا.
19. المصدر: كتاب الحسين و بطلة كربلاء: 33، للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله.