كشف النجل الأكبر للمرجع الديني آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض، الخميس، (31 كانون الأول، 2020) تفاصيل تخص يوميات والده، ومنها ممارسته للرياضة لمدة 30 - 40 دقيقة يومياً.
وقال الشيخ محمود الفياض، في مقابلة تابعها «موقع الأئمة الاثني عشر» إن " المرجع الفياض كان يخصص معظم وقته للقراءة والبحث، واليوم مع انتشار جائحة كورونا يواصل سماحته البرنامج نفسه".
وأضاف "يكون منشغلًا بالمطالعة حتى الساعة العاشرة ليلًا ثم يأتي إلى جواني البيت فيتناول العشاء ويستمع إلى الأخبار ثم يستريح في الساعة الـ 12 ليلًا".
وأكمل الفياض بالقول: "وقبل أذان الصبح يستيقظ سماحته للصلاة ثم يمارس الرياضة بين نصف ساعة إلى أربعين دقيقة، وبعد الرياضة يتفرغ للقراءة والبحث عبر الفضاء الإلكتروني، ثم يتناول وجبة الإفطار، ثم بعض الراحة حتى قبل الظهر يتبعها بالقراءة والكتابة مجددًا".
كما أشار حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمود الفياض النجل الأكبر لسماحة المرجع الديني الشيخ إسحاق الفياض دام ظله، إلى سعي بعض الدول لإضعاف المرجعية الدينية، وقال: "الآن وبعد أن وقف العالم على قوة المرجعية الدينية، بدأت الدول الاستعمارية والقوى العظمى بالتخطيط لإضعاف مكانة المرجعية".
وأضاف: أن "إحدى تلك المحاولات تتمثل في دعم من ليس مؤهلا للمرجعية، لكن دعونا ألا ننسى بأن التشيع وعلى مر التاريخ، لم يكن على نمط واحد وإنما بين صعود وهبوط، فالحكومات لم تكن على وئام مع الحوزات العلمية ومع مراجع الدين، ولكن كما قال عبد المطلب فإن (للبيت رب يحميه)”.
وتابع نجل المرجع الفياض: "نحن الشيعة نؤمن بأن ما يؤتينا من خير هو من لطف أهل البيت عليهم السلام وسيما الإمام الحجة الذي لم يحجب عنا -بالتأكيد- رعايته عند الشدائد، فهو الذي يحمي الحوزات العلمية ويصون مذهبنا.
ورأى سماحته أن "الناس عقلاء جدا، فهم يميزون بين الخير والشر وكذلك يميزون المرجع الحقيقي من المرجع المزيف". وقال: لا يقدم الناس على تقليد كل من ادعى المرجعية، فقبل سنوات وُظفت بعض الأموال لتوجيه سهام النقد للمرجعية لكن أصحابها لم يحققوا شيئًا فيما خططوا له فاختفوا دون أثر يذكر".
وعن تأثر دورس الحوزة العلمية بحائجة كورونا، قال النجل الأكبر للشيخ الفياض: "إن الجائحة أصابت العالم كله بالشلل ولم تكن الحوزات العلمية بعيدا عن هذه التأثيرات، فدروسها عُطلت عند بداية انتشار الجائحة لكن كبار مدرسي الحوزة ثم مراجع الدين ومنهم سماحة آية الله العظمى الفياض، بادروا إلى عقد جلسات دروسهم إلكترونيا".
ولفت سماحة إلى إن هناك سلبيات لعقد جلسات الدروس الحوزوية إلكترونيا تحت تأثير انتشار الجائحة لكنه اعتبرها فرصة سانحة، وقال إن "البقاء في البيوت يسمح لطلبة الحوزة أن يوسعوا من مجال قراءاتهم ومطالعاتهم أو مرور ما تلقوه من دروس، فالعلم فرّار وبحاجة إلى التكرار".
وأضاف أن طلبة الحوزة أخذوا يتعودون على هذه الظروف الطارئة وباتوا يتابعون دراساتهم العلمية عبر الفضاء الإلكتروني.
كما أشار نجل المرجع الفياض إلى تراجع الجانب الاقتصادي والمعاشي بسبب جائحة كورونا لكنه استدرك بالقول: "إن أولوية طلبة الحوزة هي الدراسة والبحث العلمي، فالطالب الحقيقي ليس لديه هدف أسمى من الدرس والتبليغ وخدمة الدين، فتراه غير مكترث بالجانب المادي، فتاريخ العلماء الشيعة خير شاهد على ذلك، إذ أن غالبيتهم عاشوا حياة متواضعة ومع ذلك استطاعوا بلوغ أعلى الدرجات العلمية، فالجانب المادي ليس أولوية لطالب الحوزة الحقيقي".
وأضاف أن "طالب الحوزة الحقيقي لا يسعى وراء الماديات، فالعديد من طلاب الحوزة يحتملون الضغوط الاقتصادية ولكن ليس بإمكانهم فرض هذه الضغوط على عوائلهم وأبناءهم الذين يقارنون مستوى معيشتهم مع مستويات معيشة ممن حولهم من أٌقارب ومعارف وأصدقاء، مما يجعلهم يشعرون بالحرمان".
وأكمل الشيخ الفياض: "إن طلاب الحوزة الحقيقيين، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، استطاعوا تحمل الضغوط والحفاظ على أنفسهم فأداروا شؤون حياتهم بالحد الأدنى، حتى إن بعض من تعرض منهم لضغوط اقتصادية كبيرة، اضطر لأن يبحث عن عمل يستطيع عبره سد احتياجاته المالية، وبالطبع فإن العمل سيعيق نشاطه العلمي لا محالة. ولا يسعنا هنا إلا الدعاء لتنتهي أيام كورونا وتعود الحياة إلى طبيعتها".