تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «موقع الأئمة الاثني عشر».
يدق أخصائيو التربية وعلم النفس باستمرار نواقيس الخطر حول زيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام شاشات الهواتف الذكية، إلا أن القليل منهم يسلط الضوء على ظاهرة إدمان الآباء والأمهات للهواتف الذكية وما له من تأثير كبير على أبنائهم.
وبينما يدرك غالبية الآباء جيدا أن الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات له تأثير على صحة أطفالهم النفسية، فإنهم يجدون أحيانا صعوبة في الاستغناء عن هواتفهم الذكية والأجهزة اللوحية في وجودهم، وكلما زادت سلوكيات الآباء التي تكشف إدمانهم لهذه الأجهزة، زادت صعوبة تنظيم استخدام أطفالهم لها، حيث كشفت دراسة حديثة أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يرتبط أيضا بضغوط الأبوة.
وقالت مؤلفة الدراسة كورينا إس كليمشاك من جامعة أولد دومينيون في نورفولك بولاية فيرجينيا الأميركية “نحتاج حقا إلى البدء في تعليم الآباء أن سلوكياتهم يمكن أن ترتبط أيضا بسلوكيات أطفالهم”.
وأضافت موضحة “أعتقد أن الكثير من الآباء لا يفكرون حقا في كيفية تأثير استخدام هواتفهم الذكية على أطفالهم. أعتقد أن هذه منطقة يمكن لأطباء الأطفال البدء في استهدافها عندما يرون الآباء يستخدمون الهاتف الذكي في غرفة النوم أو يمررون الهاتف إلى أطفالهم في غرفة النوم”.
وكشفت دراسات حديثة أن حوالي نصف الآباء يعترفون بأن هواتفهم المحمولة تشتت انتباههم أثناء محادثاتهم مع أطفالهم، وأن 36 في المئة يتفقدونها أثناء تناول وجبات الطعام، ويستخدمها 28 في المئة عند اللعب مع الأطفال، ومن جانبهم يجد 45 في المئة من الأطفال أن والديهم متعلقون بهواتفهم كثيرا، بل إن 27 في المئة يحلمون بمصادرتها.
كما توصل باحثون أميركيون من خلال استطلاع لقياس مدى تأثير الهاتف الذكي على الانسجام العائلي، إلى تجاهل الكثير من الآباء والأمهات لمطالب أبنائهم عن عمد أثناء تصفحهم لهواتفهم الذكية، ولم يتكيف أي والد ليشارك ما كان يشاهده مع طفله على الرغم من إلحاحه، مرجحين أن يجد الآباء والأمهات أن طلبات أطفالهم مزعجة، وأقل احتمالية لتوفير الاهتمام اللازم بهم بسبب التعلق بهواتفهم.
وأشار الخبراء إلى أنه يتم التركيز على تعلق المراهقين بهواتفهم وإدمانهم عليها مما يثير في الكثير من الأحيان استياء والديهم، إلا أن الآباء والأمهات وحتى كبار السن لا يجب استبعادهم عندما يتعلق الأمر بإدمان الهواتف الذكية.
ويؤدي استخدام الهاتف الذكي في أغلب العائلات إلى جدال بين الآباء والأبناء، ويعتبر مصدر توتر العلاقات بينهم. وقال المختصون إن إدمان الوالدين على الهواتف الذكية له عواقب مباشرة على رفاهية الأطفال وصحتهم، مؤكدين أن الوقت الذي يقضيه الآباء والأمهات على هواتفهم الذكية له تأثير مدمر على الصحة العقلية لأطفالهم ونموهم ويشعرهم بالإحباط وعدم الأهمية، ويؤدي إلى محاولة الطفل عند الشعور بالحاجة إلى التصرف لاستعادة انتباه والديه المفقود، وغالبا ما يكون ذلك بطريقة سلبية.
وأفادوا أن مشكلة التواصل بين الوالدين والطفل تؤثر على تعليم الأطفال الذين يقلدون آباءهم ويرونهم قدوة لهم، وسيزدادون تعلقا بهواتفهم الذكية وتصفحها بانتظام، مما يفقدهم التعاطف.
وأثبتت الدراسات وجود صلة بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ومعاناة الآباء والأمهات من مشاكل أبنائهم السلوكية، حيث يميل الآباء الذين يتشتت انتباههم بسبب هواتفهم إلى التواصل بشكل أقل مع أطفالهم، كما أن الآباء الذين يعانون من أعراض إدمان الهواتف الذكية هم أقل عرضة للتفاوض بحماس حول استخدام أطفالهم للهواتف الذكية.
ويواجه أغلب هؤلاء الآباء والأمهات صعوبة في إجبار أطفالهم على التخلي عن هواتفهم، ولفت الخبراء إلى أن قضاء الكثير من الوقت باستخدام الهواتف المحمولة يمكن أن يكون عائقا أمام التطور العاطفي والمعرفي للأبناء.
وتوصلت دراسة سابقة إلى وجود صلة بين الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل الآباء والأمهات والمشكلات السلوكية لدى أبنائهم، مشيرة إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية من قبل الآباء يسبب الإحباط لدى الأطفال، وربما يتطور الأمر إلى نوبات من الغضب والبكاء.
ويعتقد الباحثون أن بعض الجوانب في التكنولوجيا الرقمية تكون مغرية بشكل خاص للآباء الذين لديهم صعوبات ذاتية في التنظيم أو الآباء الذين ليسوا راضين عن الحياة الاجتماعية داخل عائلاتهم. ولهذا السبب يصرف الكثير من الآباء النظر عن أبنائهم لما يطلبوا الكثير من الاهتمام بهم كما هو الحال أثناء الأكل أو اللعب أو الذهاب إلى النوم. وبناء على ذلك يكون اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة بمثابة تهرب من طلبات الأطفال وحاجياتهم العاطفية.
للحصول على آخر التحديثات اشترك في قناتنا على تليجرام: https://t.me/The12ImamsWeb
المصدر: العرب اللندنية