علينا أن ندرك أنّ تعاظم المشاعر قد يُحدث مشكلة لدى الإنسان وتسمّى هذه المرحلة بداية المرض النفسي. القلق والاكتئاب هما أكثر الأمراض النفسية انتشارا كذلك قد يُصاب الإنسان بالمرضين معاً وتكثر هذه الحالة عند النساء.
الاكتئاب
يعاني كثير من الأشخاص من الاكتئاب بدرجة خفيفة إلى متوسطة وفي معظم الحالات يكون الاكتئاب ناتجاً عن ظروف الحياة المختلفة.
معظم هؤلاء الأشخاص لا يراجعون أي أخصائي نفسي اذ يشعرون بالعار إذا ما تمّ تشخيصهم كمرضى نفسيين.
أما أعراض الاكتئاب الخفيف فهي الشعور بمزاج سيئ والرغبة في البكاء ويترافق مع ذلك فقدان للشهية وشعور بالتعب كذلك يعاني المصاب من عدم انتظام في النوم وضعف في التركيز.
في حالات الاكتئاب المتوسط تكون هذه الأعراض أشد وطأة إلّا أنّه غير معيق عن ممارسة النشاط اليومي الطبيعي للإنسان. حوالي سبعين بالمائة من حالات الاكتئاب الخفيف والمتوسط تنتهي في خلال ستة أشهر.
الاكتئاب الشديد يكون تأثيره أكبر وأشدّ بكثير إلّا أنّه أقل شيوعاً وندرةً من النوعين السابقين. تتشابه الأعراض مع الاكتئاب البسيط والمتوسط إلّا أنّها في هذه الحالة تعطّل الحياة وتكون شديدة التأثير على الشخص المصاب ففي حالة الاكتئاب الشديد يعاني المريض من مزاج سيئ بشكل دائم وخاصةً في الصباح.
يترافق الاكتئاب الشديد مع شعور شديد باليأس والشعور بالذنب وبعدم القيمة. وفي المراحل المتأخرة والصعبة يصبح الكلام والتفكير والحركة تتّسم بالبطيء والتراخي وباللامبالاة.
في هذه المرحلة تكون الأفكار المسيطرة على الشخص هي الإقدام على الانتحار بحيث تغدو هذه الخطوة أمراً وارداً والحقيقة أنّ الانتحار بين الأشخاص الذين يصلون إلى هذه المرحلة هو أمر شائع.
إمكانيات العلاج
في حالة الاكتئاب الخفيف والمتوسط عادةً ما تكون الآذان الصاغية والمتعاطفة بالإضافة إلى الدعم من المحيطين مع إمكانية الاستشارة الطبية عادةً ما تكون كافية لعلاج هذه الحالات دون الحاجة إلى اللجوء إلى تناول الادوية.
أما في حالة الاضطرار إلى تناول الادوية بعد استشارة الطبيب المختص يجب أن يتمّ تناولها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر للحصول على النتائج الدائمة المرجوة من هذا العلاج.
القلق
القلق القصير المدى هو ظاهرة كثيرة الحدوث عند البشر وهو أمر شائع جداً إلا أنّ هناك نسبة من البشر يعانون ممّا يسمّى اضطراب القلق العامّ وهو حالة مرضية طويلة الأمد والتي عادةً ما تتذبذب في درجة شدّتها.
في هذه الحالة يعاني المريض من العديد من الأعراض النفسية والجسدية التي تدلّ على الإصابة بالمرض مثل جفاف في الحلق، رعشة، شعور بالدوار والصداع، مشاكل في الهضم، خفقان، وضيق في الصدر.
بالنسبة للأعراض النفسية فهي شعور الإنسان بالخوف، الانزعاج، الاضطراب بالإضافة إلى شعور الإنسان بحساسية زائدة للأصوات وقد يعاني المصاب من الكوابيس والأرق.
أما الاضطرابات السلوكية التي تترافق مع القلق فهي نوبات الذعر والرهاب. في الحالات الأقل حدةً يسمى الشخص بالشخصية القلقة بمعنى هؤلاء الأشخاص يعانون مدى الحياة من قلق زائد وتوتر في كلّ نواحي حياتهم بحيث يكونون في حالة ترقب دائم.
ما هي إمكانيات العلاج؟
إنّ أعراض التوتر يمكن تخفيفها إلى المستويات الدنيا عن طريق تخفيف كمية المنبهات مثل الشاي والقهوة.
أما الأعراض الجسدية التي تترافق مع حالة القلق فإنّها قابلة للعلاج عن طريق تناول الادوية. والعلاج بالاسترخاء وتمارين التنفس العميق من الممكن أن تخفّف من التوتر وتحسّن من قدرة الإنسان على كبح جماح نوبات القلق المفاجئة.
العلاج النفسي قد يعطي نتائج جيدة عند المرضى الذين يعانون من الحالات المزمنة من القلق وخاصةً طريقة العلاج التي تدعو المرضى لأن يُخضعوا مخاوفهم للدرس المنطقي بحيث يخفّ تأثير الخوف.
*مركز الإرشاد الأسري