في هذا المقال نتناول الموضوع من الرؤية الدينية بما يتضمّن من نصوص شرعية تتعلق بوجود عوالم وحياة أخرى غير حياة البشر.
اشترك في قناة «الأئمة الاثنا عشر» على تليجرام
ومن هنا تختلف طبيعة هذا المقال مع البحوث القائمة مثلاً على الحفرياتِ أو الاكتشافات الفلكية؛ فما يمكن أن تخبرنا عنه النصوصُ هو الحقائق الغيبية الخارجة عن العالم المشهود لنا، وبالتالي لا يجوز محاكمة النصوص التي تخبرنا عن عوالمَ أخرى بنفس المنطق الذي نحاكم به العالم الذي نعرفه، وعليه ليس هناك طريقٌ للكشف عما هو غائب عنا غير الوحي سواء كان قرآناً أو أحاديث المعصومين (عليهم السلام). ولذا سوف يكون المقال مختصراً على ذكر الروايات الواردة في هذا الامر بعيداً عن البحث السندي والدلالي. روى الصّدوق بسنده للإمام الباقر (عليه السلام) قال: لعلك ترى أنّ الله إنما خلق هذا العالم الواحد، وترى أن الله لم يخلق بشراً غيركم، بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم، وألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين). (توحيد الصدوق، 277. والخصال 652) وفي بحار الانوار باب (ما يكون بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار) يروى من كتاب الخصال عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن العلاء، عن محمد قال: سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلقَ الله عز وجلّ في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحداً بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز وجلّ أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها عز وجل، لعلكم ترون أنّه إذا كان يوم القيامة وصيّر الله أبدانَ أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصيّر أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار إنّ الله تبارك وتعالى (لا يعبد) في بلاده ولا يخلق خلقاً يعبدونه ويوحدونهُ ويعظمونه ويخلق لهم أرضاً تحملهم وسماءً تظلهم، أليس الله عز وجل يقول: "يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات" وقال الله عز وجل "أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبسٍ من خلق جديد" (بحار الانوار ج ٨ - الصفحة ٣٧٥). وظاهر الخبر الشريف أنّ هؤلاء البشر لم يولدوا من أبينا النبيّ آدم عليه السلام، وأنهم متواجدون في سبعة عوالمَ أرضية، وليسوا من جنس الملائكة، باعتبار أنّ الملائكة مخلوقون من النور وليس من الطين كما هو حال هؤلاء؛ ويبدو من الخبر أنّ الله تعالى سيخلق بعد يوم القيامة أناساً سيعبدون الله تعالى. وفي البحار رواية أخرى عن الخصال ايضاً عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل "أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد" فقال: يا جابر تأويلُ ذلك أنّ الله عز وجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وأسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جدّد الله عز وجلّ عالماً غير هذا العالم، وجدّد خلقاً من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، و خلق لهم أرضاً غير هذه الأرض تحملهم، وسماءً غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أنّ الله عز وجلّ إنما خلقَ هذا العالم الواحد وترى أنّ الله عز وجل لم يخلق بشراً غيركم؟ بلى والله لقد خلق الله تبارك وتعالى ألف ألف عالم وألف ألف آدم أنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميين).