تنويه: المقال مقتبس من كتاب منشور للمؤلف ولم يكتب لـ «موقع الأئمة الاثني عشر»
هل تغني سلامة النية عن رعاية العفاف؟
إن من التوجيهات الشائعة للمظاهر غير الملائمة لبعض الفتيات: أن الأعمال إنما هي بالنيات، ورب امرأة تظهر بمظهر فاتن وهي ذات قلب نظيف، بينما نجد أخرى تتجنب ذلك وهي ذات توجهات أو سلوكيات خاطئة.
وهذا التوجيه خاطئ عند التأمل الواعي لأنّ طيب النيّة هي صفة ايجابية فعلاً لكنها لا تغني عن صلاح العمل وسلامته وملائمته ولاسيما اذا كان العمل اجتماعياً، لان للعمل الاجتماعي دوراً اجتماعياً في التربية والسلوك الاجتماعي، وهذا الدور يثبت للعمل سواء كانت النية به خاطئة أم لا، كما أن من ترك عملاً خاطئاً فهو من حيث تركه له خطا خطوة صائبة، واذا كانت له توجهات وخطوات أخرى خاطئة فإنما تذّم وتعاتب عليها وليس على هذه الخطوة، وهذا أمر واضح من المنظور الحكيم والفاضل.
وإذا كان هناك من تتستر بالمظهر العفيف لغايات خاطئة بحيث يشوه هذا المظهر فتلك خطيئة كبيرة وآثمة بحق الآداب الاجتماعية العامة ومن يهتم بمراعاتها من حيث الاستخدام السيء للفعل السليم، فهو يعاتب على هذا الاستخدام والتوظيف السيء، وليس لذات المظهر العفيف.
وبالجملة فلكل بعدٍ من أبعاد العمل حسابه وأثره، فمن اتى بسلوك غير راجح سلمت نيته عن غاية خاطئة كان ممدوحاً على سلامة نيته ومعاتباً على سلوكه ذاك ومن سلم عمله ولكنه انطوى على نية سيئة سلم عمله عن الذم والمعاتبة وعوتب على توجهه الخاطئ على السلوكيات الاخرى الخاطئة المنبعثة عن توجهه ذاك، فينبغي للإنسان النابه والمنصف فرز الامور بشكل موضوعي، ولا يصح مزج بعضها ببعض لتبرير سلوك خاطئ أو الحط من قيمة سلوك غير ذميم.
المصدر: رسالة المرأة في الحياة ، ص٦٢.