إنّ الله تبارك وتعالى أكرم حبيبه ووليه الحسين بن علي (ع) بكرامات كثيرة جداً، وذلك لأجل التضحيات التي قدمّها في سبيل دين الله، لا مجال لذكرها هنا، ولكن من جملة تلك الكرامات أنّ مَن فاته الحج والوقوف في عرفات، لسبب وعذرٍ، ولكن زار الحسين (ع) في يوم عرفة، أعطاه الله ثواب الحج والوقوف في عرفات.
إذ من المعلوم أنه لا يتيسر الحج – الواجب أو المستحب - للجميع، وذلك لعدم الإستطاعة، فإرتفاع تكاليفها، وعدم تهيؤ الزاد والراحلة، وغيرها من العوائق التي تعوق دون إمكانية الحج لأغلب المسلمين، فجعل الله زيارة الحسين (ع) سبباً لبلوغ وإدراك ثواب الحج لمن فاته الحج.
والحج تجلّ لرحمة الله تعالى، ومن مواطن رحمته وغفرانه، ومن أعظم أسباب القرب منه تعالى، فإذا فاتَ الإنسان الحج وقلبه معلّقٌ بها، وبتلك المشاهد الشريفة، فإنّ الله تعالى جعل بديلاً لها يوازيها في الفضل وكثرة الثواب، ألا وهو زيارة أبي عبد الله الحسين (ع)، رحمةً بالمؤمنين، وكرامة لأبي عبد الله الحسين (ع) لما بذل نفسه في سبيل حفظ الدين، وحفظ شعائر الله تعالى.
ومن هنا ورد التأكيد الشديد من أئمة أهل البيت (ع) على زيارة الحسين (ع) يوم عرفة.
ولا بأس بنقل بعض الروايات في هذا المجال:
1ـ عن حنان بن سدير قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا حنان إذا كان يوم عرفة اطلع الله عز وجل على زوار الحسين (عليه السلام) فقال لهم استأنفوا فقد غفر لكم. (تهذيب الأحكام للطوسي: 6 / 51).
2ـ عن معاوية بن وهب البجلي قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : من عَرّفَ عند قبر الحسين (عليه السلام) فقد شهد عرفة. (تهذيب الأحكام للطوسي: 6 / 51).
3ـ وروى أبو حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : من عرّف عند قبر الحسين عليه السلام لم يرجع صفرا ولكن يرجع ويده مملوتان. (مصباح المتهجد ص716).
4ـ بشير الدهان ، عن رفاعة النحاس قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقال لي : يا رفاعة ! أما حججت العام ؟ قال قلت : جعلت فداك ما كان عندي ما أحج به ، ولكني عرّفت عند قبر حسين بن علي عليهما السلام ، فقال لي : يا رفاعة ! ما قصرت عما كان أهل منى فيه لولا أني أكره أن يدع الناس الحج لحدثتك بحديث لا تدع زيارة قبر الحسين عليه السلام أبدا ! ثم نكت الأرض وسكت طويلا ، ثم قال : أخبرني أبي ، قال : من خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه غير مستكبر صحبه ألف ملك عن يمينه وألف ملك عن يساره وكتب له ألف حجة وألف عمرة مع نبي أو وصي نبي. (مصباح المتهجد ص716).
5ـ وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من زار الحسين عليه السلام يوم عرفة عارفا بحقه ، كتب الله له ألف حجة مقبولة وألف عمرة مبرورة . (مصباح المتهجد ص715).
6ـ عن بشار ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر الحسين (عليه السلام) وليعرف عنده ، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام ، اما اني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام الا للمعسر ، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأراد ان يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتي قبر الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء الحج أو العمرة ، وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة.
قلت : كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة ، قال : لا يحصي ذلك ، قال : قلت : مائة ، قال : ومن يحصي ذلك ، قلت : الف ، قال : وأكثر من ذلك ، ثم قال : وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله واسع كريم . (كامل الزيارات ص322) .
وغيرها من الروايات الكثيرة عن أهل البيت (ع)، الدالة على التأكيد الشديد لزيارة الحسين (ع) في يوم عرفة.