ينشر موقع الأئمة الاثني عشر رسالة جديدة كتبها نجل الراحل السيد عادل العلوي (ره) ذكر فيها جملة من التفاصيل عن حياة والده المرحوم.
أدناه النص الكامل للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين إنّه خير ناصر ومعين، (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* يفْقَهُواْ قَوْلِي).
أحمد الله وأشكره علی كل حال وفي جميع الأحوال، کما أشکر جميع من شارکني وواساني في رحلة وفاة والدي وأستاذي، سماحة آية الله المرحوم السيد عادل العلوي قدس الله نفسه، بالشكر الجزيل، وأسئل الله العفو والغفران له ولنا، وأن يسكنه فسيح جنانه، عند إمامه ومولاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأهل بيته المعصومين عليهم السلام في الفردوس الأعلی.
كيف يعرّفه مثلي، وهو غنيّ عن التعريف، علم من أعلام الشيعة، نجم في سماء الشریعة، عبد عارف عالم عامل، مستأنس بالقرآن والأحاديث دائماً في ليله ونهاره، متمسك بالعترة الهادية عليهم السلام طيلة حياته، كاتب مؤلف، محقّق مدقّق وفي نفس الوقت، أستاذ مدرس، محاضر بارع، خطيب ناع علی جده الحسين عليه السلام.
كان رحمه الله لم يملك من الأموال شيئاً، عملاً بالآية المباركة: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا)، وقد ترك تلك الزينة في أيام حياته، بحيث كان لا يتملك الأموال والوجوهات الشرعية لشدة إحتياطه، بل كان يصرفها علی أهلها من الفقراء والمحتاجين وفي الجوامع والحسينيات والمراكز والمؤسسات الدينية والحوزات العلمية التي كانت تحت إشرافه ورعايته، نيابةً عن إمامه صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء، کما ترك تلك الزينة الدنيوية بعد مماته، بحيث لم يورث لأحد من الناس في هذه الدنيا الدنية شيئاً من المال، وقد أوقف جميع ما تبقی لديه من الدور والمراكز والمؤسسات الدينية والثقافية والخيرية، وقفاً عاماً للأمور الخيرية والمشاريع الثقافية والدينية وللحوزات العلمية وطلابها، في مجمع التبليغ والإرشاد الإسلامي العالمي وفروعه العديدة، الذي كان بتأسيسه وإشرافه ورعايته، لكي لاتتوقف تلك المشاريع الخيرية المباركة بعد إرتحاله إن شاء الله، وقد رحل وليس لديه وفي ملكه إلا کفن، كفّن به.
هذا ولکن أورثنا العلم والحكمة وكان رحمه الله عالماً فقيهاً أصولياً، كما أورثنا الأخلاق وكان أباً ومربياً وأستاذاً، ورعاً تقياً متخلقاً بمكارم أخلاق النبي الأكرم صلّی الله عليه وآله وسلم ومحاسنه، متواضعاً لله تبارك وتعالی حتی مع أسرته، خدم الإسلام والتشيع في حياته المباركة، وهذا ما يشهد عليه الجميع من أصدقائه وتلامذته ومحبيه، كما يشهد علی ذلك ما يقارب خمسمئة كتاب ورسالة كتبها وألفها وحققها بقلمه الشريف والمبارك، طبع منها ثلاثمئة كتاب في حياته المباركة، والآخر لازال مخطوطاً وجاهزاً للطبع، وكما يشهد علی ذلك ما أخلد من كلامه المبارك وهو ما يبلغ خمسة آلاف محاضرة ودرس، قد نشر بعض منها وسينشر الباقي بحول الله وقوته.
ولكن مع الأسف الشديد، لم أعرفه حقّ معرفته في حياته لعلوّ شأنه المبارك، وذلك بعد ما خدمته وعاشرته سنين طوال و تتلمذت لديه وصادقته ورافقته وعشت معه وعنده، هذا ولكن أقسم بالله العلي العظيم لم أر من سماحته في حياته المباركة إلا التواضع والأخلاق الحسنة حتی مع من لايوافقه أحياناً في الفكر والعقيدة والعمل، ولم أر من حضرته إلا الإهتمام البليغ في إصلاح نفسه أولاً ودائماً ومن ثمّ أهله وعياله وأسرته وعشيرته وأصدقائه، بل المؤمنین في العالم، بل المسلمين كلّهم من خلال الآيات والروايات والأحاديث الشريفة والمباركة وكان من الدعاة إلی الله وإلی أهل البيت عليهم السلام بفكره وعقيدته وبقلبه ولسانه وعمله، والله شاهد علی ما أقوله، وقد كسب بأخلاقه وتواضعه وكلامه الجميل وقلمه المبارك، قلوب المؤمنين ونفوس المحبين والحمد لله علی ذلك كلّه.
وأخيراً أرجوا من جميع الإخوان والأصدقاء الذين عرفوه في حياته وعاشروه من قرب أو من بعد، أن يبرئوا ذمّته حباً بأهل البيت عليهم السلام وأن يدعوا لسماحته ولجميع المؤمنين والمؤمنات بالعفو والغفران والله المستعان.
كما أرجوا من جميع المحبين له، إرسال ما لديهم من الصور والمقاطع والقصص والخواطر التي تتعلق بسماحته، ولو في بصمة صوتية أو رسالة نصية، إلی الرقم التالي في برامج التواصل الإجتماعية، ( ۰۰۹۸۹۱۹۶۹۱۳۴۴۲ ) أو ( Altabliq_Alershad@ ) بإسم مجمع التبليغ والإرشاد، لأجل الحفظ والنشر إن شاء الله وشكراً.
عاش حميداً ومات سعيداً.
والله العالم بحقائق الأمور
مجمع التبليغ والإرشاد
محمدعلي بن آية الله السيد عادل العلوي
۱۲ محرم الحرام ۱۴۴۳ الهجرية