خلف شاشة عملاقة يجلس العشرات من كوادر شعبة الاتصالات في العتبة العباسية المقدسة لمراقبة حركة الزائرين وأمنهم واحتساب أعدادهم عبر مختلف الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية الى مركز مدينة كربلاء المقدسة.
وتستعين الشعبة في أداء مهماها بعشرات الكاميرات وأجهزة الحاسوب المتخصصة والحديثة التي تم استيرادها من استراليا لاحتساب أعداد الزائرين على مدار 13 يوماً هي مدة زيارة الأربعين.
ولا يقتصر عمل كوادر الشعبة على زيارة الأربعين فقط، بل يمتد على مدار العام، لكنه يبرز ويتضاعف خلال الزيارة المليونية.
ودشنت العتبة العباسية قبل 6 أعوام هذه المنظومة الإلكترونية لعدِّ الزائرين وطورتها على مدى تلك الأعوام لتصل الى ما هي عليه الآن.
ووفقاً للمنظومة فقد بلغ عدد الزائرين هذا العام (16.327,542) زائراً، فيما بلغ عدد الزائرين في زيارة الأربعين العام الماضي (14,553,308).
البداية
وتبدأ عملية حساب أعداد الزائرين مع بدء توافد الزائرين الى كربلاء في اليوم الـ 7 من شهر صفر حتى منتصف يوم الأربعين في الـ20 من شهر صفر في كل عام.
ويقول مسؤول شعبة الاتصالات في العتبة العباسية المهندس فراس عباس حمزة في حديث لـ "الأئمة الاثني عشر"، في العام الأول لافتتاح منظومة العد الالكتروني كنا نعمل فقط في النهار وذلك لبساطة الكاميرات المتوفرة لدينا، لكن على مدى الاعوام التالية طورنا منظومة الكاميرات والمعدات لنتمكن من العمل على مدار الساعة.
ويضيف حمزة، نشرنا كاميرات العدّ الالكتروني على جميع المحاور المؤدية الى كربلاء، ولكن هذا العام تفاجأنا بفتح محور جديد لدخول الزائرين القادمين من قضاء الحسينية، فسارعنا خلال الزيارة الى تثبيت كاميرا لعدِّ الزائرين على هذا المحور، لذلك كان بيان الأمانة العامة لعدد الزائرين يتضمن محور قضاء الحسينية بمسارين.
كيف يتم حساب اعداد الزائرين؟
ويوضح، أن الأعداد التي تحتسبها المنظومة هي أعداد بالحد الأدنى من الزائرين، إذ تقوم الكاميرات بنقل تصوير الفيديو إلى سيرفرات متخصصة تقوم بتحليل الفيديو وفرز الزائرين واحتسابهم، واحتساب الزائرين الذين يدخلون بالسيارات عبر احتساب الحد الأدنى من عدد الركاب في السيارة الواحدة.
وبالإضافة إلى كاميرات العد الإلكتروني تنشر الشعبة عدداً من الكاميرات الحرارية التي يمكنها كشف الزائرين الذين لديهم ارتفاع في درجات الحرارة، للاستفادة منها في كشف المصابين بفيروس كورونا خصوصاً العام الماضي مع بدء تفشي جائحة كورونا.
ترجيحات بالزيادة
ويرجح مسؤول شعبة الاتصالات، أن تكون أعداد الزائرين أكثر من الأعداد التي تم احتسابها في منظومة العدّ الإلكتروني، وذلك بسبب احتساب الحد الأدنى من الزائرين في العجلات لا سيما الكبيرة منها، في حين أن تلك العجلات خلال الزيارة تكون ممتلئة بالزائرين بأقصى طاقتها الاستيعابية.
ويمضي بالقول، كما أن المنظومة تتوقف عن عدّ الزائرين عند منتصف النهار في يوم الأربعين، لكن تدفق الزائرين الى كربلاء يوم الأربعين يستمر حتى الليل.