نصائح لمواجهة فايروس ’الخراب الصامت’!

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:1233
مشاركة
A+ A A-

تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»

كتبت نور الأسدي:

الحياة الزوجية في بدايتها تحتوي على الكثير من الأمور التي من شأنها أن تبقي المشاعر والأحاسيس جياشة بين الزوجين ولكن بمرور الوقت يبدأ الانشغال ويسيطر الملل الزوجي على الحياة الزوجية.

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

حيث الملل الزوجي، شعور يعتبره الزوجان نذير خطر، ولكن هذا الإنذار قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه طور عابر يعني الحاجة الماسة إلى التغيير والتجديد في نمط حياتهما، وقد لا يكون الإنذار بهذه البساطة إذا أخذ منحى آخر، ووصل أحد الزوجين إلى حلٍ منفرد فأحدث التغيير بمفرده بعيداً عن الأسرة والمنزل كالسهر الطويل خارج البيت والتنزه والرحلات. الانغماس في هوايات ومواهب جديدة، كالألعاب الإلكترونية والإنترنت. الانخراط في عمل طويل ومجهد. اختلاق المشاكل والمنغصات داخل البيت التي قد تصل إلى الانفصال.

بعض الأزواج يلجأ إلى الزواج ثانية وأحياناً ثالثة والبعض يبحث عن علاقات غير شرعية أو سلوك خاطئ.

والملل شيء يأتي غالبًا من داخل الإنسان لانتصار الظروف السيئة وكثرة المشاغل والأعباء والضغوط، ولكي ينجو الزواج من مصيدة الملل، يجب الاهتمام بتجديد طقوس الحياة الزوجية ورعاية تغيير أنماطها من وقت لآخر، فالزواج مثل الكائن الحي يظل متمتعًا بالحيوية ما دام هناك الجديد، ولن يتم قهر الملل إذا لم يكن لدى الإنسان غاية في هذه الحياة.

وقد أجرى فريق من الباحثين دراسة عن الملل الزوجي، أكدت أن الشعور بالملل قد يكون نداءً جيدًا للاستيقاظ من حالة الركود التي تمر بها الحياة الزوجية، وإشارة إلى أن بعض الأمور بحاجة للتغيير. وقد قسمت هذه الدراسة الملل في الحياة الزوجية إلى خمسة أنواع، موضحة تأثير كل نوع منها على الحياة الزوجية، وهذه الأنواع هي:

الشعور باللامبالاة: وهي حالة ليست بالخطيرة، وعادةً ما تصيب الزوجين بسبب ضغط الحياة اليومية والعمل ومطالب الأطفال، فيصبح أحد الزوجين أو كلاهما في حالة من اللامبالاة لا يريد فيها الانخراط في أي أنشطة أو الخروج أو حتى التحدث، وكل ما يرغب فيه هو الاستلقاء دون فعل أي شيء، وهي مرحلة يمر بها الجميع حتى غير المتزوجين.

الملل الناتج من الروتين: وهو الشعور بالملل نتيجة تشابه أحداث اليوم ودائرة الروتين التي لا تنتهي من الأحاديث المتشابهة والمشكلات وضغوط العمل نفسها، فيشعر الزوج أو الزوجة بأن الحياة أصبحت أشبه بيوم واحد يتكرر باستمرار.

فقدان الشغف: وهي حالة مشابهة للحالة السابقة، ولكنها أكثر تطورًا، وهنا يحاول الطرف الذي يشعر بالملل الانخراط في أنشطة جديدة نتيجة الشعور بالنمطية والروتين، ولكن سرعان ما يشعر بالملل مجددًا، وكأنه يبحث عن شيء مفقود ولا يجده. وكلما حاول ممارسة شيء جديد، فإنه يفقد الشغف ليعود لحالة أسوأ من الأولى، وهي مرحلة مجهدة نفسيًّا للغاية.

الشعور الدائم بعدم الرضا: وهو من أشد أنواع الملل، ويصاحبه شعور مستمر بعدم الراحة مع تفاعل لفظي أو جسدي مع الطرف الآخر. ويصاحب هذه الحالة انفعالات شديدة حتى على الأشياء البسيطة، فنجد الزوج أو الزوجة ينفعلان على أتفه الأمور، ويشعران بالتأفف وعدم الرضا الدائم عن أي شيء يحدث في اليوم. ويصاحب هذه الحالة انتقاد للمحيطين سواء الشريك أو الأقارب، حيث يختبر الشخص صوتًا داخليًّا يهوّل له الأمور، ويقلل من مجهوده، ويشعره بأن ما يفعله في يومه لا جدوى منه، وتحتاج هذه الحالة لاستشارة طبيب نفسي حتى لا تتطور لمرحلة أكثر خطورة.

مرحلة الفتور: وهي أقرب للشعور بالاكتئاب، وتتساوى المشاعر في هذه المرحلة وتفتر جميع الانفعالات، فتلاحظين على شريكك أنه لا يرغب في بذل أي مجهود للتغيير، ولا يبحث حتى عن هواية جديدة أو يحاول كسر الروتين، وأنه استسلم بالفعل لحالة الملل التي أصابته.

وبهذا فإن مع مرور الوقت يزداد الزواج صعوبةً عمّا مضى، إذ تصبح الحياة الزوجية روتينًا يتكرر في كل يوم، مما يؤدي إلى تلاشي الإثارة رويدًا رويدًا، ولذلك يجب اتخاذ إجراءات ووسائل من شأنها أن تعيد النشاط والحيوية للحياة الزوجية، وفيما يأتي بعض النصائح والإرشادات لهذا الغرض:

حل المشكلات: من الواجب على كلا الزوجين البحث عن حلول لمشكلاتهم وعدم الاستسلام لها، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والمشكلات المادية وغيرها من المشكلات، كما يجب خلق الشعور بالسعادة في قرارة نفسيهما، إذ إن السعادة هي الدافع الأكبر لتغيير واقع الحال، والتي من شأنها طرد المشاعر السلبية المعبأة داخلهما.

تغيير وجهة النظر: من المفترض أن ينظر الزوجان لعلاقتهما من وجهة نظرٍ مختلفة، فإذا كان قد سيطر عليهما الملل، أو أي شعور سلبي فيجب إعادة النظر في هذا الأمر، ومحاولة البدء بحياة جديدة يشترك بها الطرفان بالحب والوئام، ومحاولة إعادة مشاعر الماضي بما فيها من لحظات مميزة وجميلة.

التجديد: من الممتع والمفيد في الحياة الزوجية البحث عن نشاطات جديدة وهوايات مشتركة، يشترك فيها الزوجان، فمثلًا من الممكن عمل مشروع تجاري مشترك، أو عمل نشاط رياضي أو ترفيهي جديد، ومن الممكن أن يعيد الزوجان ذكريات وعادات رافقتهما في بداية العلاقة الزوجية، لتجديد مشاعر قديمة، وإعادة بث الروح في قلبيهما من جديد، والطرق لهذا الأمر كثيرة جدًّا ولا تتطلب الكثير من الجهد والمشقة.

الحوار والتواصل: من الأشياء التي تجعل الحياة الزوجية أكثر تفاهمًا هي عفوية الحوار، ولذلك من الواجب تخصيص الوقت الكافي لمشاركة الوقت لتجاذب أطراف الحديث، كما يمكن تخصيص الوقت بمفاجآت مثيرة لبعضهما، كأن يبادر الزوج في عمل مفاجأة لزوجته، كهدية أو نشاط ترفيهي، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة.

زيادة الوعي الثقافي: من الممكن الاهتمام بأشياء جديدة في الحياة الزوجية، كالاطلاع على جديد العالم، وتعلم المهارات الجديدة، ومحاولة التقرب لبعضهما أكثر وأكثر، ومشاركة المعارف الجديدة والمهارات المكتسبة، فهذا ما قد يساهم في بحث كل منهما عن نشاطات ومهارات تقربه من الآخر.

صنع حياة خاصة: لعل قضاء بعض الوقت في تطوير الذات، والاهتمام بالعمل، والتعامل مع أشخاص آخرين من الأمور المهمة في حياة كلا الزوجين، فالاستمرار في الروتين اليومي نفسه أمر ممل للغاية، كما أن رؤية العالم يستمر بالنمو بينما يقف كلاهما في مكانه، قد يؤدي إلى الإحباط والملل من الحياة برمّتها، مما ينعكس سلبًا على الحياة الزوجية.

وأخيرا فلقد ثبت علميا أن المرأة لديها القدرة على التجديد والابتكار أكثر من الرجل. إذ إن طبيعة المرأة تجعل لديها القدرة على التخيل والابتكار، والتجديد دائماً يحتاج إلى تخيل وابتكار، ومن المشاكل التي تواجه المرأة المجددة في الحياة الزوجية أن الزوج لا يشجعها أحيانا، وإذا كان الزوج لا يشجع زوجته على التجديد فإنها لن تستمر.

يقول علماء السلوك: «إننا إذا لم نمتدح صاحب السلوك الحسن، فإنه سيترك سلوكه، ولكن ذم السلوك السيِّئ لا يؤدي دوماً إلى ترك السلوك السيِّئ» لذا فهم يؤكدون على أهمية امتداح السلوك الإيجابي.

وفي أحيان أخرى ترى الزوجة التجديد من زاوية معينة ولكن الزوج يراه من زاوية أخرى، ولكن الأصل في الموضوع هو السعادة، فليحاول كل طرف أن يري الطرف الآخر من زاويته، فهي غاية الهدف، لأنهم سيرون زاويتين جديدتين، وهي مشاعر في قمة الروعة والجمال.

والمشكلة الأخرى هي مشكلة هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون من الآخرين أن يدخلوا السرور على قلوبهم ولا يبادرون هم بهذا العمل.

المصدر: مواقع إلكترونية

مواضيع مختارة