كتبت مريم نور الدين:
ان الفتاة لها أن تعمل وتكسب، والمرأة المتزوجة أيضاً، ولكن المتزوجة يجب عليها أن تحافظ على مهمتها الأساسية، وهي بناء المجتمع الصالح والمحافظة على بيتها وأطفالها.
ومن أجل أن تتفرغ لعملها الأساسي، فقد أوجب الله سبحانه وتعالى النفقة لها على الزوج حتى لا تضطر إلى ترك بيتها، وتعريض أطفالها إلى الحرمان العاطفي، والجفاف النفسي الذي لا يتوفر إلا بحنان الأم.
لا تستطيع دور الحضانة أو المربيات أو الخادمات أن تعوض على الطفل حنان أمه وعطفها.
إن دور الحضانة قد تربي أطفالاً أصحاء جسدياً، ولكن الأطفال ربما يعاني أكثرهم من اضطرابات نفسية نتيجة فقدان رعاية الأم الكافية.
أما إذا اضطرت المرأة للعمل وذلك لإعالة نفسها أو إعانة زوجها أو مساعدة أولادها، فلا حرج عليها من أن تخرج إلى العمل الشريف مع اعتبار رضى الزوج وإذنه إذا كانت متزوجة.
لم يحرّم التشريع الإسلامي المرأة من ثمرة أتعابها، فإن المال الذي تجنيه من عملها هو ملك لها وليس لزوجها أو أبيها أو أحد من الناس، فالمال الذي جنته من أتعابها بالوجه الشرعي هو لها، تتصرف به كيف تشاء: «الناس مسلطون على أموالهم»
إن كثيراً من الناس من يستثمر جهود المرأة وثمرة أتعابها كأبيها أو زوجها أو أخيها، فهذا الاستثمار لا يقره الضمير والوجدان، وحتى الدين إذا كان بغير رضى منها، إلا إذا سمحت بالعطاء.
وقد روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عندما جاءت إليه الصحابية السيدة ريطة بنت عبد الله بن معاوية الثقفية وكانت ريطة امرأة ذات صنعة تبيع منها، وليس لها ولا لزوجها ولا لولدها شيء من حطام الدنيا.
فسألت النبي صلى الله عليه وآله: عن النفقة عليهم فقال: « لك في ذلك أجر ما انفقتِ عليهم» .
المصدر: كتاب المرأة في ظل الاسلام