إهمال المراهق للصلاة
كتب الدكتور علي القائمي:
من جملة الشكاوى التي يطرحها الوالدان والمربون هي: أن بعض المراهقين وبالخصوص أولئك الذين لم تتوفر لهم الأسس التربوية السليمة والمناسبة من قبل، أنهم لايهتمون بأمر الصلاة حتى وإن كانوا من أبوين متدينين فهم مصداق للقول المأثور: النور ينبجس من الظلام والظلام يظهر من النور .
فنحن نلاحظ بعض العوائل يكون فيها الأبوان مثالاً للسيرة الحسنة والتقوى والصلاح والعبادة إلّا أن الابن فيها لايبالي بالدين والصلاة أو على العكس من ذلك، قد نرى بعض العوائل لايهتم فيها الأبوان بشؤون الدين ومعتقداتهما الفكرية غير سليمة إلّا الابن فيها متدين وملتزم بالصلاة.
كما أننا نعرف أبناءً كان أبواهم متدينين إلا إنهم انزلقوا في الفساد في مرحلة المراهقة والبلوغ فتجذرت في أعماقهم روح العصيان والتمرد مما شجعهم مما شجعهم على مواجهة الكثير من المفاهيم والمسائل الدينية بالتجاهل والإهمال، ليس هذا فحسب بل وحتى إلى التهاون في بعض القضايا الواجبة مثل الصلاة.
وينبغي الالتفات إلى أن مثل هذه الحالة نادراً ما تلاحظ على المراهقين، الذين بدأوا بممارسة الفرائض الدينية منذ الطفولة وكأنها أمور ترفيهية لذيذة، ولاقوا في المقابل علائم الرضا والارتياح من الأبوين وبلا أية ضغوط منهما وهذا مايعكس أهمية فترة الطفولة واللبنات الأساسية التي توضع خلالها.
لقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتعليم الصلاة للأبناء منذ الطفولة فقال: "مروا أولادكم بالصلاة" وهذه إشارة إلى ضرورة وأهمية الأسس الأولى، ونحن نرى فائدة الإجراءات الوقائية وما تبنيه من قاعدة رصينة في الأحاديث والروايات الشريفة، حيث طرحت القضية بمنظار أوسع في التعليم والتربية الدينية .
ومن جملة ذلك الحديث الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "بادروا أولادكم بالحديث قبل ان يسبق إليهم المرجئة". وقوله عليه السلام: "يؤخذ الصبي بالصلاة بين سبع سنين وست سنين".