لا شك أن لتطور شبكة الاتصال أثراً بالغاً في حياة الإنسان لا سيما وأنها أوجدت تحولاً جذرياً في سلوكه وتدبير أموره وكيفية تعامله مع الناس.
وبات واضحا أن وسائل الاتصال، كالتلفزة، والأقمار الصناعية، والإنترنت، قد غمرت العالم بأفكارها، وساهمت في ترويج فكرة العولمة الثقافية والاقتصادية.
ففي هذه الظروف الخطيرة التي تزداد فيها الهجمة الثقافية شراسة على المسلمین بغية مسخ هويتهم وذوبانها تتضاعف مسؤولية المسلمين، عملا بقوله: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
ومن هنا فإن انطلاقة أي وعي إسلامي في المجتمع يتم عبر عدة قنوات:
الأولى: الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى في بناء شخصية الإنسان المسلم، فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق الوالدين في تربية أبنائهم تربية إسلامية بناءة.
الثانية: أجهزة التربية والتعليم فهي التي تنمي طاقات الإنسان الفكرية والمعنوية من خلال عرض برامج تثقيفية وإسلامية تتناسب مع أعمارهم و يا للأسف فإن تلك الأجهزة تتقاعس عن القيام بهذه المهمة الكبرى.
الثالثة: إقامة المهرجانات والأعياد الدينية والشعائر الحسينية وإلقاء الخطب ودعوة رجال العلم والصلاح لإلقاء المحاضرات التي تتجاوب مع روح الشباب لها من الأهمية في بث الروح الدينية وتوثيق أواصر الصلة بين الإخوة المؤمنين وتعزيزها.
الرابعة: تنظيم الرحلات العلمية وإقامة المخيمات بين الشبيبة والتعرف على بعضهم البعض بغية ملء أوقات فراغهم.
وفوق هذا كله فلابد للجهات المعنية بالجانب الثقافي من إنتاج برامج إسلامية بديلة عن البرامج التي يبثها الغرب.
إن الناشئ کالفسيلة بحاجة إلى مراقبة مستمرة لكي تنمو حتى تصبح شجرة تضرب بجذورها في الأرض على وجه لا تزعزعها العواصف المدمرة، وهكذا حال الناشئ فهو بحاجة ماسة إلى توعية وتربية إسلامية بناءة غير منقطعة حتى تكتمل شخصيته الإيمانية للحيلولة دون تسرب الشيطان إلى قلبه.
ومن أهم الأساليب التي تؤثر في تنمية حالة التقوى لدى الشباب هو ألا يجد الشاب فراغا في أوقاته ليملأها بما فيه الضرر والضلال على نفسه أولاً، وعلى مجتمعه ثانياً.
ولقد قالوا: ان الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.
المصدر: رسائل ومقالات ج2