احتفت العتبة الحسينية المقدسة، الأربعاء، 03 تشرين الثاني، 2021 بتخرج أكثر من 4200 طالبة جامعية من 13 محافظة عراقية في مراسم خاصة داخل الصحن الحسيني المطهر.
يأتي ذلك بتوجيه ودعم مباشر من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وممثل المرجعية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه، والأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد جعفر الموسوي دام توفيقه.
وينظم مثل هذه الاحتفالات مركز الحوراء زينب عليها السلام التابع للعتبة الحسينية المقدسة المتخصص بالنشاط الديني والثقافي النسوي وبرعاية عوائل الشهداء والمواهب النسوية.
وقال عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة والمشرف على المركز السيد سعد الدين البناء لـ "الأئمة الاثنا عشر" إن "العتبة الحسينية المقدسة ترعى مختلف شرائح المجتمع ومنها الخريجات الجامعيات عبر مركز الحوراء وبالتنسيق مع عدد من الأقسام والشعب في العتبة".
وأضاف: "استقبلنا أكثر من 4200 خريجة من 13 محافظة عراقية ومن جامعات حكومية وأهلية قسمنّ على مدى سبعة أيام للتكريم والاحتفاء بهن في ممارسة روحية مختلفة".
وأكمل البناء: "انطلق بناتنا الخريجات من منطقة ما بين الحرمين الشريفين في حفلهن البهيج هذا وعبرنّ عن تمسكهنّ بمبادئ النبي الأكرم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، واستلهمنّ العبر من نهضة الإمام الحسين عليه السلام ووقوفه بوجه الظلم والطغيان ورفضه للعبودية والذل والهوان".
وأشار عضو مجلس الإدارة إلى أن الحفل كان مميزاً ومختلفاً عن احتفالات التخرج المتعارفة، وقال: "إن بناتنا الخريجات أدينّ مراسم الزيارة الجماعية والدعاء في ظل الأجواء القدسية والحرمات الإلهية والفيوضات الروحانية، وكان ذلك سبباً في إدخال الرضا والسرور إلى قلوبهن بعد أن فضلنّ الاحتفاء بتخرجهن في أقدس بقعة على وجه الأرض حيث يرقد سيد الشهداء عليه السلام".
تذكير بممارسات وحشية وانتهاك حقوق الإنسان
وتضمن البرنامج أيضاً تبرك الخريجات براية قبة الإمام الحسين عليه السلام والتقاط الصور التذكارية عقبها استماعهن إلى محاضرة فقهية عقائدية وأخرى عن انتهاك حقوق الإنسان من قبل أزلام النظام البائد.
وقال البناء: "إن الكثير من بناتنا والأجيال الجديدة لم يعاصر الممارسات الوحشية التي مارسها النظام الحاكم آنذاك (...) إذ تعرفنّ من خلال هذه المحاضرة على أساليب التحقيق التي انتهجتها الأجهزة القمعية مع المعتقلين".
كما تخلل برنامج الاحتفال وجبة طعام من مضيف الإمام الحسين عليه السلام بعد أداء صلاة الظهرين في الصحن الحسيني الشريف، كما شاركن في أداء الممارسة العبادية في الصحن الحسيني المطهر.
ساعات راسخة في أذهاننا لخدمة عراقنا العزيز
وتخلل البرنامج ايضاً تكريم لمجموعة من التلميذات اليتيمات في مدارس الأيتام التابعة لمؤسسة الإمام الرضا عليه السلام الخيرية بهدف إشعارهن بأهمية هذا الحضور النوعي في مثل هذه المناسبات ولأهن يحظين بدعم ورعاية العتبة الحسينية المقدسة، وفقاً للسيد سعد الدين البناء.
وقالت إحدى الطالبات المتخرجات والمشاركات في الحفل لـ "الأئمة الاثنا عشر": "هذه الساعات ستكون راسخة في أذهاننا ومنطلق حيوي في مسيرتنا المهنية بعد التخرج إذ سوف نكون في مراكزنا الوظيفية والاجتماعية التي نهدف من خلالها إلى خدمة عراقنا العزيز".
ومنذ سنوات، يواظب الآلاف من طلبة الجامعات العراقية على تأدية قسم التخرج في مرقد الامام الحسين عليه السلام تعبيرا عن انتمائهم الى صاحب المرقد، بحسب مشاركين منهم.
وتحاول وسائل إعلام تمولها دول إقليمية الترويج لفكرة انخفاض مشاركة الشباب في الممارسات الدينية، في ظل مشاركة الملايين منهم في الزيارات المليونية ومناسبات دينية أخرى فضلاً عن حفلات التخرج في المراقد المقدسة.