ولدك وكتب الضلال!
كتب السيد ضياء الخباز:
حينما يأتيك ولد الصغير، ويطلب منك أن تشتري له بعض الحلويات التي تقطع بضررها، لا شك أنك لن تفكر في شرائها له، حتى ولو كانت متوفرة في السوق، بتوهم أنك إن لم تشترها فسوف يقوم هو بشرائها، بل ستقوم - كأي أب عاقل- بالحديث معه حول مخاطرها وأضرارها، حتى ينفر منها ولا يرغب في تناولها .
وحينما يتوجه ولدك نحو تعاطي المخدرات، فلا شك أنك ستبذل قصارى جهدك من أجل منعه من ذلك، ولن تقول: دعه فليجربها ليدرك خطرها وضررها بنفسه، ثم إنني سوف آخذه إلى المصحة من أجل علاجه، فإن مثل هذا التفكير مما يربأ عنه أي عاقل.
وهكذا هي كتب الضلال، بل هي أشد خطرا وفتكاً مما ذكر؛ إذ أن ضلالها لو ترسخ في قلب إنسان فإنه سيبقى ملازما له إلى يوم القيامة، وربما كان هذا الضلال فكرة إلحادية يسلب الإنسان حتى دينه وإيمانه، وينتهي به إلى الخلود في النار، ولذا فليس من المنطق أن يعين الأب ولده على قراءة كتب الضلال، ويترك ضلالها يترسخ في قلبه وعقله، ثم يحاول أن يقتلعها من ذهنه من خلال عقد جلسة حوارية بينه وبين أحد المختصين - والذي ربما ينجح في مهمته وربما لا يحالفه التوفيق۔ بل الذي يقتضيه المنطق السليم هو أن يبادر الأب إلى تحصين ولده بالعقائد الحقة والأفكار المحكمة، ومتى ما استوثق من نضجه الفكري والعقائدي والمعرفي، واستيقن بقدرته على محاكمة الشبهات، أمكنه أن يخلي بينه وبين كتب الضلال ليدرك هشاشتها بنفسه .
وهذا هوما أرشد إليه أئمة الهدى عليهم السلام، فعن الإمام علي صلوات الله عليه: (علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها)، وعن الإمام الصادق صلوات الله عليه: (بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة).