أهمية المطالعة في حياة الإنسان
كتبت أسماء ربابعة:
تمرين العقل على القراءة يعود بالكثير من الفوائد على الجسم ومن أهمها تفعيل أجزاء مختلفة من الدماغ.
أثناء القراءة يختبر الدماغ قدراته على الفهم والتحليل، كما أنّها تُحفّز الخيال ومركز الذاكرة في العقل، ممّا يعني تسهيل مهمة تذّكر المعلومات على العقل واستقرار العواطف، وهذا يعني أنّها أفضل التدريبات الذهنية نظراً لأنّها تقوّي العضلات العقلية، وهذا ما يمنع أو يُبطئ الأمراض التي تُصيب العقل كالزهايمر والخرف.
تزيد القراءة أيضاً من سعة العقل وتوفّر الكثير من الأفكار فيه، وتجعل العقول شابة وصحيّة وناضجة، لتمنع الذاكرة من التدهور مع مرور العمر، حيث أنّ القراءة والكتابة تعملان معاً لتنشيط العقل وتوسعته لتطوير الخيال والأفكار والأحلام.
إيجاد الذات
يشعر الإنسان بعد قراءته لعدد كبير أو قليل من الكتب بأنّ منظوره لهذا العالم بدأ يتوسع، وأنّه حدّد موقف ثابت تجاه الآخرين والحياة، كما يبدأ بالتفكير بطريقة جديدة لحياته اليومية، وهذا يعني أنّه قد بدأ بإيجاد هويته التي تُعبّر عن شخصيته، ليقرّر بعدها كيف يريد أن يكون، ويقتبس تصرفات وأفكار من الشخصيات الخيالية المتواجدة في هذه الكتب، ممّا يعني أنّها تُلهمه ليُصبح واحداً من هذه الشخصيات كالمحققين أو الأطباء.
القراءة تحفز التفكير الإبداعي وتحسن التركيز
تسمح القراءة أيضاً للعقل بـ تطوير التفكير الإبداعي، واستغلال الوقت في الاستفادة والانتعاش في القراءة بدلاً من الملل والإحباط والبحث عن الجوانب الإبداعية بالحياة، كما تساعد في تحسين التركيز وتقوية القدرة على الاندماج، وهذا الأمر مهم جداً تحديداً للأشخاص الذين ينشغلون أثناء الدراسة أو الوظيفة لا إرادياً بالتفكير في أمور أخرى أو لا يستطيعون التركيز، فالقراءة تنقل الدماغ من وضعية تعدّد المهام التي يستخدمها دوماً إلى وضعية التركيز على شيء واحد ليكون حاضراً تماماً فيه، ممّا يعني زيادة نسبة النجاح في أمور الحياة الأخرى كالعمل، نظراً لأنّه سيصبح قادراً على التركيز أكثر والعمل بكفاءة وإنجاز المهام في وقت أقل.
زيادة الفهم وتوسيع مخزون المصطلحات للفرد
تزيد القراءة كذلك من القدرة على الفهم الذي يزيد كمية المصطلحات التي يعرفها الإنسان، وذلك من خلال سماع القصص وقراءة الكثير من الكلمات، ممّا يعني بناء مفردات جديدة وتحسين الفهم عند سماع شيء جديد بسرعة، ومن الأمثلة على ذلك؛ قراءة الأطفال للقصص التي تمنحهم فهم جديد لجميع الكلمات التي يسمعونها أو يقرؤونها، وإن لم يتمكنوا من فهم كل المفردات فسماع الأصوات والكلمات والعبارات الجديدة ستجعلهم يحتفظون بها ليسهل فهمها أو تقليدها لاحقاً، ويشجعهم على إيلاء المزيد من الاهتمام للمطالعة.
يقرأ الإنسان الكثير من المفاهيم والكلمات التي قد تكون جديدة
كلّما قرأ كتاباً جديداً، ممّا يعني توسعة المفاهيم والقدرة على الحديث بلباقة وبثقة نتيجة المصطلحات الكبيرة التي يُخزنها، والذي سيؤدي لزيادة ثقته بنفسه وتقديره لذاته، كما سيجعله محبوباً أكثر في النقاشات الاجتماعية نظراً لأنّه سينخرط في أيّ موضوع ويُبدي رأياً صائباً أو منطقياً فيه، بالتالي سيكون مثالاً للأشخاص المُلمّين بالأحداث العلمية والعالمية، ويُمكن أيضاً تعلّم لغات جديدة في حال قراءة كتب من لغات أخرى.
القراءة تساعد على اكتشاف العالم
تُعدّ القراءة البوابة الكبرى لتعلّم كل شيء واكتشاف الأشياء الجديدة وزيادة الثقافة والمعرفة في جميع مجالات الحياة التي يهتم بها الإنسان، وهناك عدد هائل من الكتب في هذا العالم وبكافة المواضيع التي يُمكن أن يتخيلها الإنسان، للغوص فيها وقراءتها والبدء بالتعلّم منها، ممّا يعني أنّ الإنسان الذي يقرأ يكتشف العالم من خلال الكتب، والمجلات، ومواقع الإنترنت، وقد يختار الإنسان تثقيف نفسه في مجال معيّن أو القراءة بكافة مجالات الحياة للاستفادة أكثر.
القراءة تساعد في تطوير الصورة الذاتية وتحسين العلاقات مع الآخرين
تُساعد القراءة على تعلّم المفاهيم، والأماكن الغريبة واكتشاف وجهات نظر الآخرين، ممّا يعني بناء صورة ذاتية جيدة وتعزيز احترام الذات، كما أنّها تصنع صورة ذاتية إيجابية للأطفال عن نفسهم، وتمنحهم القدرة على مناقشة القصص مع الآخرين وتكوين الصداقات وفقاً للاهتمامات المشتركة، كما تزيد الثقة بالنفس وتمنعهم من العيش في عقلية دور الضحية الذي يجعلهم غير قادرين على مواجهة التحديات التي يواجهونها في حياتهم، بالإضافة لتحسين القدرة على التواصل الاجتماعي في وقتٍ أصبح الجميع فيه متّجهون للعالم الإلكتروني، وتشجيع الناس على التفاعل والمشاركة من خلال نوادي الكتب والمنتديات الأخرى.
القراءة تطور الذاكرة وتخفف التوتر
تزيد القراءة القدرة على تركيز الانتباه بالكامل على مهمة معيّنة، كما تزيد كمية المعلومات التي من شأنها أن تُحسّن التركيز والذاكرة، ثُمّ أنّ الانخراط في قراءة كتاب يمنح الشخص الاسترخاء والشعور بالهدوء، كذلك عند قراءة كتاب ما سيحتفظ الدماغ بالشخصيات وأدوارهم وتاريخهم وشخصياتهم والحبكة الموجودة في الكتاب، ممّا يسمح للعقل بالتّذكر أكثر وإنشاء مسارات جديدة في الدماغ.
تطوير مهارات التفكير النقدي والكتابة
تطوّر القراءة أيضاً القدرة على تطوير مهارات التفكير النقدي والكتابة، فمثلاً عند قراءة رواية غامضة يتأهب الدماغ للتركيز في القصة والوصول إلى الاستنتاج وحلّ غموض هذا الأمر، بالإضافة للقصص الخيالية التي تدفع الإنسان لتخيلها والتفكير إن كانت صحيحة أم لا، وهذا التفكير النقدي الذي يتطوّر مع قراءة هذه الكتب يُعدّ مهماً في اتخاذ القرارات المهمة اليومية، لأنّها تعلّمه كيفية التفكير ومعالجة المعلومات وفهم الأمور بشكل أعمق، بالإضافة لتحسين المهارات التحليلية للأمور ليصبح الإنسان أكثر نُضجاً.
القراءة خاصية جوهرية في الحياة اليومية ومهارة مهمة
وذلك لإيجاد العمل تُعدّ القراءة خاصية مهمة للإنسان ليحصل على عمل جيد، فمعظم الوظائف تتطلب أن يكون الإنسان قادراً على القراءة بشكل جيد، وذلك لقراءة التقارير والمذكرات والرد عليها، بالإضافة لتحسين الاستيعاب والتفاعل في مكان العمل.
نصائح لتشجيع الطفل على القراءة فيما يأتي نصائح للقارئ لتشجيع الأطفال على القراءة:
تشجيع الطفل على قراءة ما يُحب حتى وإن رَغب في التكرار فلا بأس في ذلك. ربط ما يقرأه الطفل مع الواقع وتمثيلها بقصص واقعية.
مساعدة الطفل على القراءة في أوقات الفراغ وأثناء الانتظار واصطحاب الكتب دوماً لأيّ مكان.
طرح أسئلة على الطفل حول شخصيات القصة لتشجيعه على الانخراط فيها.
اختيار الكتب التي تناسب الطفل وعمره ومستوى قراءته.
ترك الطفل يختار الكتب التي يُفضل قراءتها.