تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
هل يؤثر شكل الزوجة وطبخها على العلاقة الزوجية؟
كتبت هدى الشمري:
غالباً ما تتقبل الزوجة العربية أي نقد أو ذم من جانب زوجها شريطة أن يكون بعيداً عن شكلها وطبخها، لأنهما في نظرها يمسان أنوثتها بشكل مباشر، ويتعلقان بدورها كامرأة داخل بيتها.
فالزوج الذي يسخر طوال الوقت من شكل زوجته، ويقارن بينها وبين الأخريات خاصة اللائي يراهن عبر شاشة التلفاز أو الشبكة العنكبوتية؛ يصيبها بالإحباط، واليأس، ويضعف ثقتها في نفسها، وقد يجعلها تندم على موافقتها على الزواج منه.
كما أن الزوج الذي يثني دوماً على طهي الأخريات، ويذم طهي زوجته، ويتهمها بأنها فاشلة في الطبخ، ولا تقدر على إشباع معدته بألذ الأطعمة والأشربة؛ يحزنها غاية الحزن، ويحبطها أيضاً، ويجعلها تكره دخول المطبخ، وتخشى ردود فعله بعد كل وجبة، الأمر الذي يعوقها عن تطوير ذاتها، وتحسين حالها في الطبخ، كما يخلق بداخلها حالة من الغيرة والحقد على من يقارنها بهن.
في الحقيقة، أتعجب كل العجب من ذلك الزوج الذي يمدح شكل امرأة أخرى أمام زوجته التي اختارها بكامل إرادته، وفضلها على الأخريات، وتزوجها!
وأتساءل مستنكرة: لو لم يكن هذا الرجل راضياً عن شكل من تشاركه الحياة، فلماذا تزوجها أصلاً؟
هل تزوجها ليعاقبها على أمر من صنع الله، ولا دخل لها فيه؟ هل تزوجها ليؤذيها ويحبطها، ويخرج أمراضه، وعقده النفسية عليها، لتكره نفسها، وحياتها؟
من سوء العشرة أن يسخر أي زوج من شكل زوجته الذي اختاره الله لها، ثم اختاره الزوج ورضي به حين دخل بيت أبيها، وطلبها للزواج، ودفع مهراً، وعقد عليها.
فبدلاً من هذه السخرية المقيتة التي تؤثر سلباً على نفسية، وأعصاب الزوجة، يمكن للزوج أن يحدث بعض التغييرات الجمالية على شكل زوجته بمنحها مالاً لتستطيع شراء بعض مستحضرات التجميل، والذهاب إلى من يجيدن تصفيف الشعر، وتنعيمه، وصبغه وغير ذلك.
أما إذا كان الزوج لا يستطيع دفع المال الذي يمكن أن يحسن من مظهر زوجته، فليقل خيراً، أو ليصمت؛ هو أزكى له، ولها.
وبخصوص طبخ الزوجة الذي لا يعجب الزوج، يمكنه أن يحولها إلى طباخة ماهرة بتشجيعها بأطيب الكلام، وحثها على متابعة برامج الطبخ المنتشرة على الفضائيات، والشبكة العنكبوتية؛ حتى تتعلم كل ماهو جديد، وتلبي له كل ما يريد من أطعمة، وحلوى.
فـلم يعد هناك أمر صعب أو مستحيل في زماننا هذا، وصارت وسائل المعرفة والتثقيف في شتى المجالات منتشرة، ومتاحة لدى غالبية الناس، لكن من المهم أن تكون الزوجة مستقرة نفسياً وعاطفياً، وتشعر بالحب والأمان حتى تكون قادرة على تطوير ذاتها، وتتغير إلى الأفضل.