ما هو واجبنا نحو قضية ثأر فاطمة الزهراء (عليها السلام)؟ فقط التبري من أعدائهم؟
إن الذي يأخذ بثأر فاطمة (ع) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) لا سيما مولانا سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) هو ولي الله وحجته صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) فهو ولي الدم، والطالب بالثأر، ولا طاقة ولا قدرة ولا حول لأحدٍ للأخذ بثأرهم، فهو الذي يطهر الأرض من الظالمين، ويهدم أبنية الشرك والنفاق، ويبيد أهل الفسوق والطغيان، ويهدم مشروعهم، ويبني مشروع الله في الأرض.
أهم الواجبات تجاه مظلومية الزهراء والمعصومين (عليهم السلام) مضافاً إلى التقوى والخوف من الله:
الأول: اتباع المرجعية الدينية، فإنه مشروع أئمة أهل البيت (ع) في عصر الغيبة، وعدم فعل أي شيءٍ يوجب تضعيف هذا الصرح والكيان، فإن الراد عليهم كالراد على أهل البيت (ع).
الثاني: إحياء الشعائر الفاطمية، فإنها قامت (سلام الله عليها) لفضح الظالمين، وفرز الدخيل عن الإسلام الأصيل، وإحياء مظلوميتها يعني إيصال صوتها وتعريف ما جرى عليها للمستضعفين في الأرض، وإقامة الحجة مرةً تلو الأخرى على الخلق أجمعين، والحفاظ على أتباع الحق،
وهذه النقطة من أهم النقاط.
الثالث: إحياء الشعائر الحسينية، من الزيارة والمجالس والبكاء والحزن وغيرها فإنها تنور القلوب، وتعرج بالإنسان إلى أعلى المراتب، وتفرح قلب الزهراء (ع) وتكون سبباً لدعائها وفرحها ورضاها عنا.
ففي الحديث عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوفٍ، فإن من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والأئمة (عليهم السلام). (كامل الزيارات ص227).
وفي روايةٍ أخرى عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: إن فاطمة بنت محمدٍ (صلى الله عليه وآله) تحضر لزوار قبر ابنها الحسين (عليه السلام) فتستغفر لهم ذنوبهم. (كامل الزيارات ص231).
وفي روايةٍ أخرى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: وإنها لتنظر إلى من حضر منكم، فتسأل الله لهم من كل خيرٍ، ولا تزهدوا في إتيانه، فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى. (كامل الزيارات ص178).
فالزهراء (ع) تدعو وتستغفر لزوار ولدها الحسين (ع) وتطلب لهم من كل خير.
وفي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: وما من باكٍ يبكيه إلا وقد وصل فاطمة (عليهما السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدى حقنا. (كامل الزيارات ص168).
فإن البكاء على الحسين (ع) صلةٌ وإسعادٌ للزهراء (ع).
الرابع: البراءة من أعدائها وأعداء بعلها وبنيها، وقد ورد الحث في رواياتٍ كثيرةٍ على البراءة من أعداء الزهراء (ع) وظالميها، الذين هم أعداء الله، فإن الله حربٌ لمن حارب فاطمة، وسلمٌ لمن سالمها.
عن عبد الله بن عباس - في حديثٍ - أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا أخي! إن قريشاً ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ...
ثم أقبل على ابنته فقال: إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة، وسترين بعدي ظلماً وغيظاً حتى تضربي ويكسر ضلعٌ من أضلاعك ... لعن الله قاتلك، ولعن الله الآمر والراضي والمعين والمظاهر عليك وظالم بعلك وإبنيك ... (كتاب سليمٍ 427).
الخامس: التفقه في الدين، وتعلم العقيدة والفقه والأخلاق، وتطبيقها في حياتنا ويومياتنا.