علي لفتة العيساوي:
يعيش شبابنا العربي والإسلامي في محنة كبيرة بين ما ورثه من أخلاق إسلامية وعادات وتقاليد تحافظ على الروابط بين أبناء المجتمع وبين سلوكيات وثقافة العولمة التي تحيط به من كل جانب والتي تسعى بكل وسائلها لضرب منظومة القيم الاجتماعية وتختزل المرأة على أنها جسد فاتن ومبتذل.
فما من وسيلة إعلامية من فضائية أو إحدى وسائل التواصل أو الألعاب الإلكترونية أو كتاب أو مجلة أو جريدة أو... إلا وترى إيحاءات او تصريحات الجنس جزء منها.
وهذا ما أكّدته إحدى المؤسسات المتخصصة في وقف العنف ضد الاطفال؛ حيث وجّهت الجمعية الوطنية البريطانية لمحاربة العنف ضد الأطفال (NSPCC) في دراسة جديدة إصبع الاتهام إلى شركة التواصل الاجتماعي العالمية (فيسبوك) قائلة: إن نصف جرائم العنف بكل أنواعه ضد الأطفال على الإنترنت، تمت عبر تطبيقات مملوكة لها.
وبحسب موقع «تكنوسايت» التقني الأميركي، إن الجمعية حصلت على إحصائيات تملكها الشرطة البريطانية، كشفت أن أكثر من 4000 حالة من حالات إساءة معاملة الأطفال ومشاركة الصور غير الأخلاقية عبر الإنترنت، وقعت عبر فيسبوك وإنستغرام، وواتس آب، خلال العام الماضي، محذرة من أن خطط التشفير التي تعتزمها فيسبوك، ستجعل اكتشاف الجرائم ضد الأطفال مستحيلاً.)
إن أغلب الاعلانات التي تنشر على صفحات الفيسبوك عادةً ما تكون منافية للأخلاق والذوق العام خصوصاً فيما يُنشر في الفضائيات لقلة الرقابة عليها، فهي جداً مثيرة للغرائز وأكثر جاذبية لكي يتلذذ بها المشاهد خصوصاً وأن أغلب من يشاهده الشباب.
أمّا في الفيسبوك فترى المصممون يبدعون في تصميمهم للإعلانات التي تنشر على صفحات الفيسبوك حيث الصور الخليعة والإيحاءات الجنسية والألفاظ البذيئة، وظهور لجسد المرأة، مما تجعل من الشاب يسيل لعابه لما يراه من نساء جميلات تم اختيارهن بعناية كبيرة لأداء هذا الدور في مقاطع الفيديو والصور الاعلانية.
المصدر: كتاب الفيس بوك الوطن البديل للشباب