تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة «الأئمة الاثنا عشر»
أسباب تأخر الزواج للبنات
لارا عبيات
يعرف الزواج بأنه إشهار العلاقة بين طرفين بشكل رسمي، بعقد يهدف إلى جعلهما شريكين في جميع أمور الحياة المادية والعاطفية وغيرها من الأمور التي تستلزم الشراكة حتى تتحقّق علاقة الزواج هذه، كما أن الزواج يعرف بأنه الحفل الذي يقام من أجل إتمام مراسم جمع كلا الشخصين مع بعضهما والاحتفال بكونهما أصبحا شريكين بشكل رسمي، وذلك يختلف باختلاف الدين والعادات والتقاليد في كل مجتمع.
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الزواج عند الفتيات وتأجيله إلى سن أكبر، ومنها:
كثرة الطلبات
يوجد العديد من الفتيات اللواتي يردن الكثير من المواصفات المثالية في شريك الحياة، كالوسامة والجاه والمال وغيرها من الشروط والمعايير العالية التي قد تضعها الفتاة لشريك حياتها، وهذا الأمر قد يؤدي إلى إعاقة زواجها وتأخيره كثيراً، بسبب عدم قبولها بالأشخاص الذين لا يتمتعون بجميع هذه المواصفات والتي قد تكون تعجيزية وموجودة بندرة.
الاختفاء عن الأنظار
قد تميل بعض الفتيات إلى الابتعاد عن الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية المختلفة، وهو ما يجعلها بعيدة عن الأنظار فتصبح مثل المنسية، وهو ما يؤدي إلى تأخير زواجها بسبب أن لا أحد يراها ولا ترى هي أحداً كذلك.
عدم التفاهم مع الرجل
قد تعاني بعض الفتيات من عدم القدرة على التواصل مع الرجال وعدم القدرة على فهم طبيعتهم المختلفة وتقبّلها، مما يؤدي إلى عدم ارتياح كلا الطرفين وبالتالي عدم الوصول إلى مرحلة الزواج، كما وقد يتصف الرجل ببعض الصفات التي لا تناسبها، ما قد يؤدي إلى ابتعادها عنه والتغاضي عن فكرة الزواج منه.
الاستقلالية
لقد تنامى مفهوم الاستقلالية لدى الفتيات في الوقت الحاضر، وزاد التركيز على إتمام التعليم والحصول على فرص أفضل فيه، بالإضافة إلى التركيز على الوظيفة وإنشاء الأعمال المستقلة وهو ما يؤدي إلى الاستقلال المادي الذي قد يجعل الفتيات ينظرن إلى الزواج على أنه عبء بعد أن كان فرصة للحصول على الكثير، وهو ما يؤدي إلى رفض بعضهن الزواج مطلقاً أو تفضيل تأخيره. انتظار الحب
ليس من الضروري أن تقوم كل علاقات الزواج على الحب قبله، ولكن في وقتنا الحالي أصبح هذا الأمر مرغوباً بشدة وأصبح يعتبر من أساسيات الزواج، فالقليل من الفتيات أصبحن يعتقدن بالحب بعد الزواج وليس قبله، وهذا الأمر أدى إلى تأخير سن الزواج عند الفتيات بسبب انتظارهنّ لحب حياتهنّ على عكس ما كان سائداً من قبل، وقد أدى لهذا الأمر شيوع فكرة الحب قبل الزواج وانتشارها بكثرة في الأفلام والروايات وتصديرها على أنها أساس الزواج السعيد وأن الحياة الزوجية السعيدة لا بد من أن تكون مسبوقة بقصة حب استثنائية.
تزايد معدلات الطلاق
لقد تزايدت معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة وهي في ارتفاع، وهذا الأمر ساهم في جعل بعض الفتيات ينفرون من الزواج ويفضلون البقاء وحدهن على الدخول في علاقة فاشلة والتعرض إلى الألم العاطفي وألم الفراق، لذا فإن البعض أصبح يفضل عدم الزواج أو تأخيره إلى حين بسبب الخوف من هذا الأمر، فمع أن رؤية الأشخاص ينفصلون لعدة أسباب أدى إلى زيادة الوعي بالالتزام العاطفي وما الصورة التي يجب أن يكون عليها وماذا يعني الزواج بالضبط، إلا أن هذا أصبح مخيفاً قليلاً لبعض الفتيات.
أهمية الزواج
يعتبر الزواج من الأشياء المهمة في الحياة، وتكمن أهميته في الآتي:
تكوين عائلة
عادة ما يطمح الفرد إلى امتلاك عائلة مستقلة وحياة خاصة به مع شريك حياته الذي يختاره، لذا فإن الزواج هو ما يحقق هذه الغاية، فالحياة الزوجية هي البدء بالاتزان وتحمّل المسؤولية مع شخص آخر ومن ثمّ مع الأطفال مدى الحياة، ويتيح هذا الأمر للإنسان أن يحسّن من مبادئ كثيرة لديه في حياته وفي شخصيّته، كالإيثار والابتعاد عن الأنانية وحبّ الذات، وهذا ليوفّر الرعاية اللازمة والاهتمام بشريك حياته ولأطفالهما على أفضل وجه ممكن.
الحب
يتوق الكثير من الناس إلى إيجاد الحب في حياتهم، فهو يعتبر من أهم الأشياء التي يبحث عنها الإنسان باستمرار، ويوفر الزواج نوعاً من الحب الذي يقوم على الاحترام والاهتمام والرعاية والعديد من الأمور الأخرى، كما أنه يوفر حباً غير محدود وغير مشروط بين الزوجين، وهو ما يجعلهما مستعدين للوقوف بجانب بعضهما وتقديم الدعم في كل وقت.
التشارك
يعتبر التشارك من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الراحة والسعادة، فيستطيع كلا الشريكين البوح بأي شيء لبعضهما ومشاركة أحلامهما وهمومهما ومساعدة بعضهما البعض في الوصول إلى الأهداف التي يحلمان بتحقيقها، وهو ما يعني الحصول على صديق دائم وأبدي يفهم الشخص الآخر بدقة، ويعينه في اتخاذ قراراته ويشاركه في جميع أمور الحياة.
تقليل التوتر والإحباط
يعمل الزواج على تقليل معدلات التوتر والإحباط لدى كلا الزوجين، فالأشخاص المتزوجون لا يتعرضون للإحباط كما يتعرض له الأشخاص غير المتزوجين، وذلك يرجع إلى الدعم الذي يجدونه من شركائهم بالإضافة إلى رضاهم عن حياتهم وراحتهم، فالزواج من شأنه أن يرفع معدّل الرضا عند الإنسان بشكل كبير، بينما لا يظهر غير المتزوجين وخاصة في عمر العشرينات رضا عن نمط حياتهم وهو ما قد يقود إلى الإحباط أو القلق وخاصة إذا ما تأخّر الزواج بشكل كبير.
صحة أفضل
يتمتّع الأشخاص المتزوجون بصحة أفضل من الأشخاص غير المتزوجين، فالحصول على الدعم المستمر من الشريك يجعل الشخص أكثر قدرة على محاربة ومقاومة المرض إذا ما تعرض له، كما أن الإنسان يميل إلى الاهتمام بنفسه أكثر إذا ما كان مسؤولاً عن أشخاص آخرين، أو إذا ما كان هنالك شخص يحثّه على الاهتمام بنفسه وبصحته.