زوجي لا يجلس في البيت شكوى متكررة.. دائماً إما في العمل أو مع أصحابه.. أغيثوني أطلب منه قضاء حاجة من حوائج البيت ولا يقضيها إلا بعد إلحاح دائم وطلبات متكررة.
ألبى لزوجي كل احتياجاته إلا أنه لا يجلس في البيت، هذا ما تقوله كثير من الزوجات، وهنا لابد أن نذكر عدة نقاط من خلالها نعالج هذا الأمر: -
النقطة الأولى: - قاعدة هامة: - بل هامة جداً تنساها الكثير من الزوجات وينساها الكثير من الأزواج، والقاعدة هي قول الله تعالى: - (وليس الذكر كالأنثى)، فالرجل عموماً يختلف في تفكيره تماماً عن المرأة التي خلقها الله - سبحانه وتعالى - عاطفية أكثر، أما هو فغير ذلك، هل تذكرين عندما انتقلت من بيت أهلك إلى بيت زوجك، بماذا شعرت عندما زرت أهلك للمرة الأولى؟ كأنك لم تعيشي في ذلك البيت سنوات طوال، لقد أصبح كل اهتمامك وعالمك ودنياك وتفكيرك هو العش الذي تنتقلين إليه.. العاطفة عزيزتي أخذتك إلى عشك الجميل.. وهذه حكمة الله فينا، وأما زوجك فلا أقول لك أن الله لم يهبه العاطفة، لكنه خُلق فيه توازناً عجيبا ًوأيضاً لم يجعل الرجال على درجة واحدة وكذلك النساء، فالبيت للرجل سكناً يأوي إليه ويجد فيه الراحة، ولكن في المقابل ينتظره في الخارج الكثير. لديه من أمور الحياة ما يشغله، والرجل بطبعه اجتماعي يحب مخالطة غيره والاستفادة منهم، فلابد ونحن نتكلم في مسألة خروج الرجل أن نفهم هذه القاعدة جيداً فبها نخطو خطوة كبيرة في حل هذه المشكلة.
النقطة الثانية: - أسباب كثيرة تدعو الرجل للخروج من بيته حتى نشخص المرض قبل ذكر العلاج: -
كثرة المشاكل بين الزوجين وبالتالي فهو يخرج إلى حيث ما يراه صفاء وراحة، فيكون خروجه فترة للنقاهة من هذه المشاكل، وليس من حل للقضاء على هذا السبب إلا محاولة الصفح والتجاوز عن كثير من الأخطاء، والبحث عن مصدر هذه المشاكل، ومن ثم محاولة القضاء عليها أو تخفيفها إلى درجة لا بأس بها.
ارتباطات الزوج الخارجية: فبعض الأزواج ملتزم بعمل يتطلب منه المتابعة والدقة والخروج الكثير، وبالتالي فهو يبقى خارج البيت أكثر من داخله لأجل هذا السبب من كثرة ساعات العمل أو ارتباطه بعملين يواصل فيهما ليله نهاره ليقضى دينه أو يكفي بيته، وأذكر هنا صديق لي كان يقضى في عمله ثمان ساعات يومياً كحد أدنى ثم يقود سيارته ساعة ونصف بين بيته إلى مكان عمله ومثلها في طريق عودته غير ما يقدمه لدينه، حقيقة لا أعلم ما أقوله لهذا الزوج إلا أن اربت على كتفه وأدعو لزوجته أن يرزقها الوهاب صبراً على صبرها.
علاقات الزوج الاجتماعية: فهو كثير الأصحاب، أو ليس بالضرورة أن يكونوا كثيرين، وإنما ربما مجموعة صغيرة متماسكة لهم استراحة خارج منزلك يسمرون ويسهرون حتى هزيع من الليل، وهذه الحالة هي السائدة لدى كثير من الأزواج، وليس لازماً أن يكون هناك مشكلة بين الزوجين حتى يخرج الزوج إلى خارج البيت.
عدم وجود الراحة التي ينشدها في المنزل: فالبيت مصدر إزعاج له ولم يملك قوة التغيير فاختار الانسحاب على غيره وترك بيته وهرب، وهنا اذكر شكوى لزوجة قالتها لي في زوجها: أنه يأتي من عمله فينام وما أن يستيقظ من نومته مع أذان المغرب حتى يتناول طعامه ويخرج إلى أصحابه ولا يعود إلا مع أذان الفجر وهنا السؤال الطارح لنفسه، تُرى لو كان البيت راحة له فلم يهجره كل هذا الهجران؟!
تأثر الزوج بمرحلة العزوبية وتعلقه بأصدقائه: من أنه يقضى الساعات الطوال مع أصحابه ولم يتغير بعدما تزوج.
النقطة الثالثة: - اجعليه يشعر بالسعادة، وهنا أقول لك إذا كان خروج زوجك يجعله سعيداً، فلماذا تقفين أنت أمام سعادته؟! دعيه يخرج طالما هو يشعر بالسعادة، والطريقة الوحيدة والصعبة أمامك لتبقيه في البيت هي أن توفري له سعادة تنافس سعادة خروجه من المنزل، لا تحاولي أبداً إجباره على الجلوس في المنزل، لأن ذلك سيدفعه للهروب أكثر وأكثر.
النقطة الرابعة: - فقط اعملي في صمت على جذبه للبيت من خلال النصائح التالية: -
- وفري له المكان المناسب للجلوس، فحافظي على البيت مرتباً نظيفاً كواجهة بهية.
- احرصي على الروائح الطيبة في البيت.
- زوجك ضيف فاكرميه بكل ما تملكين حتى يطول جلوسه معك.
- لا تستقبلي زوجك بالحديث عن المشاكل وما حصل من أحداث سيئة خاصة إذا كان ذلك سيزعجه.
- أظهري حبك واحترامك لزوجك من خلال حديثك معه، فهذا يشعره بالمتعة ويسعده حتى لو لم يعبر عن شعوره.
- جهزي لزوجك الأحاديث التي يحبها، والحديث في الأشياء التي يحبها.
- اهتمي بمظهرك أمامه بطريقة بسيطة، فالملابس الرثة تعطي إشارة للزوج بأنك غير مهتمة به.
- وقبل كل هذا احتسبي الأجر في كل ما تفعلينه وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على ذلك، وأكثري من الدعاء له وتحري أوقات الاستجابة.
*محمود القلعاوي