دخلت عليّ بالمكتب وهي تتحدث بصوت حزين وتقول بأن زوجي رجل طيب ورائع وخلوق وقائم بكل واجباته تجاهي وتجاه أولادي، ولكني لا أعرف ماذا أقول لك.
ثم صمتت لتمسح دموعها من البكاء واخذت نفسا عميقا وتابعت كلامها بقولها ولكني أحببت رجلا آخر يعمل معي وهو مديري بالشركة وقلبي يحترق حزنا على نفسي ولا أعرف كيف أتصرف، قلت لها: حدثيني عن زواجك، قالت: أنا متزوجة منذ عشر سنين وعندي ثلاثة أطفال ونسكن في بيت مستقل وحياتنا جميلة، ولكن لا تسألني لماذا أحببت هذا الرجل فأنا لا أعرف الجواب على هذا السؤال.
قلت: كيف بدأت علاقتك بالرجل، قالت: نحن نجتمع بالشركة أحيانا لوحدنا من أجل العمل فكان يتحدث معي عن عدم سعادته واستقراره مع زوجته، فكنت أقدم له النصيحة وأعطيه أفكار لعلاج مشكلته فكان يمدحني ويمدح طريقة تفكيري حتى صرت أشتاق لثنائه عليّ، فصرت أتواصل معه حتى أساعده وأنا مستمتعة بسماع مديحه وحسسني بأنوثتي وجمال تفكيري وشكلي حتى صارحني بحبه فكانت صدمة لي في البداية، ولكني شعرت بميل تجاهه فاستغربت من نفسي لأن حياتي الزوجية مستقرة ولكني لا أعرف كيف اتجه قلبي نحو مديري بالعمل، قلت: منذ متى بدأت العلاقة العاطفية مع مديرك؟ قالت: بدأت العلاقة منذ سنتين ولكنه بدأ يصارحني بحبه وشعرت أني أحبه منذ ستة أشهر، قلت: وهل علم زوجك بمشاعر الحب تجاه هذا الرجل ؟ قالت: لا، ولكن زوجي يشاهدني حزينة على وضعي ويحاول أن يسعدني دائما حتى أخرج من النفسية التي أعيشها وهذا يزيدني ألما، فأنا حزينة لأني أشعر بخيانته العاطفية وهو يجتهد بإسعادي وتغيير نفسيتي، قلت: وكيف تريدين أن أساعدك ؟
قالت: لا أعرف ماذا أفعل فأنا محتارة هل أطلب الطلاق من زوج لم يضرني ولم يقصر معي وحريص على اسعادي وأشتت أولادي أم استمر معه وقلبي مع مديري بالعمل وأخاف أن أرتكب الخطأ معه؟ قلت: هذا سؤال مهم سأجيبك عليه بعدما تجيبيني على أسئلتي، قالت: تفضل، قلت: فأخرجت ورقة وقلم ووضعتها أمامها وقلت لها سأرسم لك جدول فيه ايجابيات وسلبيات القرارين ثم نناقش الموضوع، قالت: أرجوك ساعدني فأنا متعبة جدا ولا أعرف كيف أتصرف؟ فكتبت ايجابيات وسلبيات الطلاق من زوجها والزواج من مديرها ثم كتبت ايجابيات وسلبيات الاستمرار مع زوجها والابتعاد عن مديرها، فرأت أن ايجابيات الاستمرار مع زوجها أكثر وسلبيات الارتباط مع مديرها أكثر، فقالت: أنا مقتنعة بالنتيجة ولكن ماذا أفعل بمشاعري وقلبي؟
قلت : طالما أنت اتخذت قرار بالاستمرار مع زوجك وأولادك فلا بد أن تتخذي عدة خطوات، الأولى اخبار مديرك بأنك قررت الابتعاد عنه واقطعي العلاقة معه، الخطوة الثانية إذا شعرت بالضعف لابد من اتخاذ قرار تغير مكان عملك وتغير رقم هاتفك لو تطلب الأمر، الخطوة الثالثة عند تنفيذك للخطوتين السابقتين فإنك ستعيشين في فترة حزن وألم طبيعية بسبب الابتعاد والفراق فتحملي وتصبري من أجل سعادة أسرتك، الخطوة الرابعة توقفي عن تذكر العلاقة والكلام الذي بينكما ولو كان عندك صور أو رسائل احذفيها حتى لا تشجعك بالعودة، والخطوة الخامسة أقترح عليك مصارحة زوجك بنقطة ضعفك وهي أن يحسسك بأنوثتك ويمدح شكلك وشخصيتك، لأن هذا الباب الذي دخل منه مديرك، قالت : وماذا لو رفض مديري الابتعاد عني؟ قلت: في هذه الحالة لابد من استخدام سلاح القوة وهي الخطوة السادسة بإخال رجل سواء كان أخوك أو زوجك يتحدث معه ويأمره بالابتعاد عنك، وقد يكون هذا القرار صعبا عليك ولكنه هو العلاج الجذري لمشكلتك في حالة لو لم يستجيب لقرارك، قالت: لقد ريحتني واتضحت عندي الرؤية الآن فشكرا لك.
*د. جاسم المطوّع