ينمو أطفالنا يوما بعد يوم، ويكبرون أمام أعيننا، ان ونحن أقل وعياً بنموهم لوجود الظروف الصعبة التي نواجهها اليوم غالباً ما نهمل أطفالنا.
اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد
مما يسبب لهم الانزعاج والاستياء فيجب على الوالدين أن يقضيا ساعة في اليوم وإن كانت قليلة مع أطفالهم، لكي لا يبتعدوا عنهم في الفكر والأخلاق وسائر الأمور المهمة بحيث إذا جلس الوالد بجنب ولده لا يعرف كل منهما طريقة تفكير الطرف المقابل ومعتقداته.
فعندما يكبر أطفالنا، ويبلغون سن البلوغ تجب عليهم أمور وطاعات في أوقات معينة، كالصلاة والصوم، وبناءً عليه، يجب علينا أن نقضي المزيد من الوقت معهم، ونساعدهم في أداء واجباتهم الدينية، وعلى سبيل المثال ونحن اقبلنا على شهر رمضان المبارك وأداء فرض الصيام الواجب قد يكون مرهقاً ومتعباً للأولاد الذين يصومون لأول مرة وعلى الخصوص البنات، فتستطيع الأمهات الحنونات أن يخففنّ الكثير من التوتر الحاصل والقلق الذي قد يصيب بعض الأفراد لكونهم أول مرة يقيمون فرض الصيام باهتمامهنّ في قضية التغذية وتقوية الأمور النفسية.
التغذية:
الأشخاص الذين يصومون لأول مرة أكثر إرهاقاً من سائر أفراد الأسرة، وبما أن هؤلاء في سن النمو لذلك يجب على الأمهات تحضير الإفطار والسحور في الوقت المحدد، فعلى الأم أن تعرف أي الطعام يجب أن تقدمه في وجبة الإفطار، وأي طعام تقدمه في وجبة السحور.
فلتحاول الأم أن تجهز الأطعمة المفضلة لطفلها في وجبتي الإفطار والسحر، واقترحنا للإفطار لليوم الأول كوب من الماء الدافئ أو الحليب، وبعض الحلويات الطبيعية مثل التمر، فإذا كان طفلك لا يهتم للحليب والتمر، فيمكنك أن تجلب له غير شيء يساعده كالمشروبات الفاترة المفضلة لديه، مثل الحليب مع الكاكاو الساخن، او الماء الفاتر مع العسل، او الشاي أو أعشاب التي تريحه ويحبها.
تحقيق التوازن بين المجموعات الغذائيّة الخمس:
إذ يُنصح بتناول وجبة إفطارٍ تحتوي على أحد الأطعمة من مجموعة النشويات كالخبز، أو الحبوب، ويُفضل أن تكون الحبوب كاملةً لتزويد الجسم بالطاقة والألياف أيضاً، بالإضافة إلى مجموعة الخضار والفواكه، التي تحتوي على الفيتامينات والمُغذيات، ومجموعة اللحوم بما فيها من الأسماك، والدواجن، والتي يُفضل أن تكون مشويّةً ومنزوعةَ الجلد للحصول على مصدر بروتين صحيّ، ومجموعة الحليب ومنتجاته كالجُبن، واللبن، ومجموعة الدهون، وتجدر الإشارة إلى أهميَّة تجنُّب تناول الأطعمة المُصنَّعة، والمقليَّة بالإضافة إلى الأغذية العالية بالسكر.
أهمية وجبة الفطور في رمضان
يتناول المُسلمون عادةً في شهر رمضان المبارك وجبتين يوميَّاً، الأولى تكون عند انتهاء فترة الصيام عند غروب الشمس، وتُعرَف بوجبة الإفطار، والثانية قبل أذان الفجر، وتُعرَف بوجبة السحور، ويقوم الجسم خلال فترة الصيام باستخدام مصادر الطعام التي تمّ تناولها خلال السحور، وعند نفادها يتّجه الجسم إلى الكربوهيدرات المُخزنة في الكبد والعضلات، بالإضافة إلى الدهون لتوفير الطاقة، كما يفقد الجسم السوائل خلال اليوم، إلّا أنّه يُمكن تعويضها عن طريق شرب الماء، واستهلاك الطعام عند انتهاء فترة الصيام، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الإفطار ببطء، والبدء بشرب كمية وافرة من السوائل المُنخفضة بالدهون، بالإضافةِ إلى الأطعمةِ الغنيَّة بالسوائل، يُعدُّ طريقة جيدة لتناول الطعام بعد فترة طويلة من الصيام.
الأمور الروحية
لا شك أن تدريب الصغار على العبادات منذ الصغر أمر مهم للغاية، لأن من شبّ على شيء شاب عليه، وإن كانت غير مطلوبة شرعاً منهم، والصلاة والصيام يربيان الصغار على الأخلاق الفاضلة، ويكفي قول الباري عزّ وجل في شأن الصلاة: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾، وقوله عزّ وجل في شأن الصيام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، فالتقوى هي غاية الصوم كما أخبرنا القرآن، والنبي الأكرم صلى الله عليه وآلة يؤكد لنا أن الصائم تكون أخلاقه حسنة وسلوكه راقية.
وهذه الأخلاق الراقية التي تعكسها العبادات على شخصية من يؤديها بإخلاص هي من أهم ما ينبغي لنا أن نهتم بها، بل من الواجب أن يستفيد منها أطفالنا، حتى نحميهم من وسائل الانحراف الكثيرة التي تحيط بهم من كل جانب.
ومن المهم أن نستدرج بتعليم العبادة على الأطفال وخصوصا البنات حتى إذا وجب عليهن الصيام بإتمام السنة التاسعة من عمرهن يكون من السهل تحمل ساعات الصيام عليهنّ.
*مهدي المجاهد
طفلي صائم لأول مرة.. نصائح للأمهات
موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:980
مواضيع مختارة