هناك شبهه اعترت البعض وهي أنه لا فائدة من التمسك بشباك الأضرحة كضريح الإمام الحسين لان المراد والمهم هو التمسك بالقبر المبارك، فما الفائدة من التمسك بالشباك والتبرك بفتات الجص الموجود في جدران الاروقة وما شابه.
ما الرد العلمي الدقيق على ذلك؟
الجواب من سماحة آية الله السيد منير الخباز:
هنا أمران:
الأمر الأول: إنه لا ريب أن ما هو المقصود بالتوسل والتضرع به إلى الله عز وجل في إجابة الدعاء وقضاء الحاجات هو روح الإمام التي ترفرف في مكان قبره المقدس، ولكن الطريقة العرفية لإظهار التوسل أو التضرع بجاه الإمام إلى الله عز وجل هو التشبث بأي جسم مادي ينتسب إلى الإمام كقبره أو شباك ضريحه أو باب حرمه وما أشبه ذلك من الأمور المادية المنتسبة إليه، فإن التشبث بها مظهر للتوسل والتضرع بروح الإمام إلى الله تبارك وتعالى.
الأمر الثاني: التبرك، فإن معتقدنا نحن الإمامية أن لجسم الإمام بركةً تمتد إلى التراب والأجسام المادية المحيطة بجسمه المبارك، نظير امتداد بركة القران الكريم إلى الغلاف المحيط به، وامتداد بركة الكعبة الشريفة إلى الثوب المعلق عليها، وامتداد بركة مقام إبراهيم إلى الحاجز الزجاجي الذي يحيط بهذا المقام، فإن هذه الأجساد الشريفة وهي أجساد الأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ذات أشعة نورية تمتد لما حولها، وذلك يظهر من زيارة الجامعة الواردة عن الإمام الهادي «ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور» فإن المستفاد من هذه العبارة أن لأجسامهم وقبورهم امتداداً لما حولها بحيث تنفذ بركتها وتأثيرها فيما حولها، وبالتالي فالتبرك بها تبرك بجسم الإمام عليه الذي هو مصدر البركة.
ومما يؤكد ذلك أيضاً ما ورد في الروايات الشريفة من رجحان التبرك والإستشفاء بتربة الحسين ، وقد حُددت في الروايات الشريفة بخمسة وعشرين ذراعاً من كل جانب، مع أن الجسم الشريف إنما يحيط به جزء خاص من التراب، ولكن ببركة الأشعة النورية في هذا الجسم المبارك كان من الراجح الإستشفاء والتبرك بهذه البقة الممتدة، بل ذهب سيدنا الخوئي قدس سره إلى أن ظاهر بعض الروايات أن موطن التبرك هو جميع تربة كربلاء لما ورد في بعض الروايات من تفضيلها على تربة أي بقعة أخرى.