خبراء العلاقات الزوجية يؤكدون أن الخصام الكثير وكثرة الزعل ووجود طرف «قماص» يؤدي في كثير من الأحيان إلى فجوة بين الزوجين وجفاء مستمر دون أن يحل المشكلة التي حدث بسببها الخلاف.
ما أسباب كثرة الخصام؟
في البداية يؤكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية بالقاهرة، أن التعامل مع الشخصية كثيرة الزعل والغضب أمر مرهق ومؤذٍ للروح ويحتاج لتعامل خاص حتى لا يسبب أذى نفسياً لنا، ويقول «هذه الشخصية موجودة في حياة كل منا بالتأكيد لكنها تكون أصعب عندما تكون بين الزوج والزوجة، وللأسف السبب في وجود كثرة الخصام والزعل بين الزوجين دون مبرر أو لأسباب تافهة يكون نتيجة أخطاء تربوية، فهو شخص تربى على أن هذه الطريقة مفيدة للغاية في الحصول على ما يريد وبالتالي تعود على ابتزاز من يتعامل معه بهذه الطريقة للحصول على المكاسب المادية والعاطفية، وهو أحد علامات عدم النضج العاطفي والأنانية».
لكن الدكتور جمال فرويز يرجع أيضاً سبب وجود هذا الطبع عند بعض الرجال تحديداً للتجارب السيئة التي مر بها، مشيراً إلى أن الشخصية كثيرة الخصام تتسم بكثرة الشكوى والحساسية الشديدة وخلال جميع مراحل العمر تحاول جذب الانتباه إليها، وهذا الشخص بعد الزواج يتبع مع زوجته نفس الطريقة التي كانت تتبعها معه والدته بالخصام وقت الغضب فهو لا يجيد مواجهة المشاكل، ويسهل اكتشاف هذه الشخصية في وقت الخطوبة وتحديد القرار وقتها يكون في يد المرأة.. هل ستتحمل الحياة مع شخص كثير الزعل والخصام أم لا؟.
وعن الزوج الذي يتملكه النكد وكثرة «القمص» والزعل بعد الزواج، يبين الدكتور جمال فرويز أن هذا الزوج تتغير شخصيته الطبيعية وتتحول بعد الزواج، لذا تحتاج إلى البحث عن سبب هذا التغير والسبب في ذلك أحياناً يكون هو عدم وجود علاقة عاطفية أو وجود مشاكل نفسية لا تظهر إلا في صورة نكد وخصام أو نتيجة مشاكل مادية ومعنوية ألمت بالزوج بعد الزواج، ومعظم هذه الأسباب يكون للزوجة دور رئيسي فيها وعليها في هذه الحالة مراجعة نفسها جيداً وتحسين علاقتها بزوجها بدلاً من إلقاء اللوم عليه واتهامه بالقمص والنكد ليل نهار.
الابتسامة المتبادلة بين الزوجين دواء فعال للكثير من هذه الخلافات الزوجية
أما الدكتورة إيمان الريس، استشارية العلاقات الزوجية والأسرية بالقاهرة، فتؤكد أن التعامل مع الزوج القماص و كثير الزعل يعد فناً من الفنون التي يجب على الزوجة الذكية تعلمها وإتقانها خاصة أن هذا النوع من الأزواج بالرغم من كثرة زعلة إلا أنه الأكثر حناناً، وتنصح «ابتسمي في وجه زوجك تكسبين قلبه وتدفعينه إلى معاملتك بالمعروف حتى وإن كان شخصاً كثير الخصام والزعل مع الآخرين في معاملاته، وكذلك دائماً ما أنصح الأزواج بالتعامل مع نكديه الزوجة بالابتسام في وجهها والتعامل معها بمرح وأن يدخل عليها دائماً ضاحكاً مشتاقاً إليها مما يجعلها تحرص على إرضائه وانتظاره على أحر من الجمر».
وتشدد الاستشارية النفسية والأسرية على أن الابتسامة المتبادلة بين الزوجين دواء فعال للكثير من هذه الخلافات الزوجية «بينما لو يواجهها الزوجان بالعبوس والتجهم تتفاقم وتكون سبباً في كثرة الزعل والخصام وربما الطلاق أيضا فيما بعد. فالابتسامة التي لا تكلف الزوجين شيئاً ولا تنتقص من كرامة أحدهما فهي كفيلة بهدم كل جسور الخلاف بينهما لما لها من مفعول السحر في توصيل مشاعر الود والحب بين الطرفين».
وتؤكد الدكتورة إيمان الريس أهمية البشاشة في وجوه الآخرين وخاصة بين الزوجين وانعكاساتها على الحالة النفسية، وتقول «حتى في لحظات الصلح والصفاء بين الطرفين لا غنى أيضا عن الابتسامة التي تخفف عن الطرف الآخر ما يزعجه ويؤرق حياته، فالزوجة التي تقابل زوجها بابتسامة هادئة فور عودته من العمل تنجح في التخفيف عنه من عناء العمل ومشاكله».
وتحذر الدكتورة إيمان الريس من الاستمرار في الخصام والزعل لفترات طويلة «لا يوجد مانع من أن يأخذ الزوجان فترة هدوء يحاول كل منهما تجنب الطرف الآخر حتى يستطيع كل منهما التفكير بهدوء وبموضوعية بعيداً عن النزاع والشد والجذب، لكن على الزوجين عدم إطالة فترة الهدوء والابتعاد لأن الخصام لفترة طويلة يزيد من تفاقم المشكلة وسوء التفاهم بين الطرفين ويزيد المشكلة تعقيداً».