يعود إلى أمور عدةَّ نُشير الى أهمها:
1- اللون الأخضر هو اللون المُميز في الجنة، ومنه تكون ثياب أهل الجنة وملابسهم، وقد أشار القرآن الكريم الى هذا الأمر في عدد من الآيات القرآنية:
قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا.
وقال عز من قائل: مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ.
وقال جل جلاله: عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا.
2- يُستفاد من أحاديث كثيرة أن الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يستخدمون اللون الأخضر، فقد أعطى النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) في ليلة المبيت رداءه الأخضر الذي كان يرتديه لكي يستخدمه في تلك الليلة المباركة، وكثيراً ما يتردد في الأحاديث أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يلبسون الأخضر.
3- إن الغالب في مشاهدات المؤمنين للرسول (صلى الله عليه وآله) والمعصومين (عليهم السلام) في الرؤيا هو أنهم شوهدوا بثياب خضراء، وعمائم خضراء.
4- يظهر من الأحاديث أن لواء الحمد لونه أخضر، وتؤكد الأحاديث المتواترة أن الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) يُعطي لواء الحمد هذا في يوم القيامة الى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحمله، فيحمله علي (عليه السلام) وعليه ثياب خضر.
فقد رَوَى الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): " إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ يَأْمُرُ اللَّهُ جَبْرَئِيلَ فَيَهْبِطُ إِلَى الْأَرْضِ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَمَعَهُ لِوَاءُ الْحَمْدِ الْأَخْضَرُ، فَيَرْكُزُ اللِّوَاءَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَة ...".
وَ رَوَى إبن عباس عن النبي محمد ( صلى الله عليه و آله) أنهُ قال في حديث طويل يَعُدَّ فيه رُكبان يوم القيامة: " ... وَأَخِي عَلِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ، عَلَيْهَا مَحْمِلٌ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، قُضْبَانُهُ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْيَضِ، عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ ، عَلَيْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ، بِيَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَهُوَ يُنَادِي: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، فَيَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَيْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا حَامِلُ عَرْشٍ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ".
5- إن اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة (عليهم السلام)، وهو اللون الذي يرمز الى الاسلام، وهو اللون المُحبَّب في الطبيعة، وقد اكتشف العلماء بعض خواص هذا اللون.
كل هذه الأمور وغيرها من الأمور، تكفي لأن يكون اللون الأخضر هو اللون المميَّز لدى المؤمنين الشيعة ويكون له نوع من القدسية والاحترام.