هذه المشكلة ليست فردية تمر بها سيدة أو اثنتان أو حتى عدد من النساء ولكنها أصبحت شكوى نسائية متكررة حتى صار من المعتاد أن نجد نساء يصرخن من توقف أزواجهن عن ممارسة أدوار الأبوة وإهمال واجباتهم الزوجية والأسرية أيضاً، ويلقون بكامل المسؤولية على الزوجة وكأنها جاءت لتقوم بكل شيء، بينما يكتفي هو بمقعد المشاهد وتوفير النفقات فقط، فتصبح الزوجة مطالبة بأن تكون مثل البطل الخارق تتولى كل المسؤوليات دون كلل أو ملل.
من هو الزوج السلبي؟
في البداية تؤكد الدكتورة نوران فؤاد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية، أن هذه الشكوى بالفعل أصبحت تتكرر باستمرار وخاصة بين المتزوجين حديثاً، وتقول «الزوج السلبي هو الزوج الذي يتهرب من مسؤولياته الزوجية ويتملص من أداء واجباته الأسرية بدون عذر مقبول شرعاً ويتخذ من البيت مجرد فندق ينزل به ليرتاح ثم يمارس ما يحب من الهوايات مثل مطالعة الصحف ومتابعة التلفاز والأكل والنوم ولا علاقة له بأي شيء آخر».
وترى الدكتورة نوران فؤاد، استشاري الطب النفسي أن الزوج السلبي 4 أنواع:
- أول نوع يكون من صناعة الزوجة نفسها حيث تلعب الزوجة منذ بداية الزواج وربما من قبله دور السيدة التي تعادل مئة رجل،
فهي أظهرت له أنها تستطيع فعل كل شيء وربما في بداية الزواج تكون المسؤوليات قليلة ومحدودة ولكنها فجأة ستجد نفسها أمام بيت وأولاد ومدارس ومسؤوليات لا تنتهي ومشاكل تكبر وتزداد كل يوم.
- النوع الثاني يكون فاقد الثقة بالنفس منذ صغره فهو معتمد على الآخرين وأهله بدلاً من أن يعلموه الصحيح من الخطأ، كانوا
يهاجمونه وينتقدونه وهو دائماً في نظرهم فاشل ولا يستطيع فعل شيء وعندما كبر اقتنع تماماً بوجهة نظرهم فيه وترك المسؤوليات كاملة والقرارات بين يدي الزوجة حتى لا يشعر بنفس إحساس الفشل الذي يطارده منذ الطفولة.
- أما النوع الثالث فهو لا يستطيع ولا يعرف ماذا يفعل فقد كان يعتمد دائماً على أهله وأسرته، فهم تولوا كامل المسؤولية فلما
كبر لم تعد عنده القدرة على التصرف أو الاختيار وهو طوال الوقت معتاد أن هناك من يؤدي له كل شيء ويستعيض بالزوجة مكان أهله.
- النوع الرابع عبارة عن شخص كسلان ليس عنده مشاكل الأنواع الثلاثة السابقة لكنه دائماً يرفض القيام بمسؤوليات ولا يقدم
مبررات.
وتحذر د. نوران فؤاد من استسهال الزوجين من مشكلة الزوج السلبي والتعامل معها كأمر واقع، وتبين «إن أهم ما يقوي العلاقة بين الزوجين هو المشاركة بين الزوج والزوجة في الاهتمامات والنجاحات فوقتها سيشعر الزوجان أنهما جزء من عالم الآخر وهذا الأمر له تأثير إيجابي في العلاقة بينهما».
ما الحلول؟
ينصح الدكتور وائل خفاجي، استشاري الطب النفسي والأعصاب بالقاهرة، الزوجة بأن تتبع هذه الطرق مع الزوج الكسول:
- أسلوب المصارحة بهدوء: يجب عليها أن تتحدث معه بكل صراحة، بخصوص تحمل المسؤوليات، وتؤكد له أنه الأب وله
دور أساسي في الأسرة
- الصبر: يجب على الزوجة أيضاً أن تتحلى بالصبر، واللين، والمثابرة وتمنح زوجها الوقت الكافي، لأن ذلك هو السبيل في
تغيير العادات والسلوكيات.
- التقدير: أن تقوم الزوجة بشكر الزوج على أي عمل يقوم به في المنزل، مهما كان صغيراً أو بسيطاً، فالنفوس مهما كبرت
تعشق الكلمة الطيبة، والتعامل الحسن.
وينبه استشاري الطب النفسي الزوجات إلى أن الزوج قد يكون يمارس دوره ولكن بشكل مختلف عما تنتظره هي، ويوضح «ربما كان زوجك يمارس دوره كأب وكزوج أيضاً بشكل مختلف حسبما يراه هو، فتقبلي طريقته الخاصة دون تذمر، ولا تنتقديه، ولا تظهري اهتمامك الشديد بالأبناء، فاهتمامك الشديد لا يعطي فرصة للزوج للتدخل».
الحلول بيد الزوجين معًا
وفي نفس الوقت تشدد الدكتورة ياسمين ياقوت، خبيرة العلاقات الزوجية وتعديل السلوك بالقاهرة، على أن حل هذه المشكلة بيد الزوجين معاً:
دور الرجل:
- يستطيع الرجل إظهار اهتمامه بزوجته عن طريق التوقف عن التفكير بالنمطية التقليدية المعتادة، والتي تقوم على أنه الرجل
وصاحب المسؤوليات البيتية المحددة، حيث يجب عليه أن يساعد زوجته في القيام بالأعمال المنزلية، وتربية الأطفال، بالإضافة إلى التعاون معها ومشاركتها الأدوار تماماً كما يفعل أعضاء الفريق الواحد.
دور الزوجة:
1- التشجيع والتحفيز حتى يحدث التجاوب مرة بعد أخرى، ولكن يجب ألا تهاجم الزوجة زوجها أبدًا أو تنتقده لأنه وقتها لن يقوم بأي شيء، والمهم في هذا الموقف أن تتحلي بالصبر والذكاء في التعامل.
2- يجب على الزوجة أن تقوم بالطلب من زوجها ودون أوامر أو عصبية التعاون معها خاصة عندما تكون متعبة ولا تتمكن من القيام بأداء كامل المسؤوليات. في معظم الأوقات لا تأتي المواجهة المباشرة بنتيجة مرضية، والإلحاح يؤدي إلى الخلافات، فالأزواج الكسولون لا يستجيبون عادةً بالكلام المباشر.
3- اختيار الوقت المناسب، يجب أن تختار الزوجة وقت الطلب، فغالباً ما سيقوم الزوج بما تريده إذا طلبته في وقت سعيد، وبطريقة لطيفة وغير ضاغطة حتى لا يفقد مزاجه الجيد.
4- تجنب الصوت العالي، فالصوت العالي يجعل الكثيرين يغلقون عقولهم، ويشعل شرارة العناد، سيتجاهل الكثير من الأزواج ما يطلب منهم بلهجة حادة ونبرة صوت مرتفعة، قد يخرجون من المكان ويتسبب الأمر في مشكلة أخرى، تحدثي بلهجة عادية، ونبرة معتدلة.