الجواب من سماحة الشيخ علي آل محسن:
إذا كانت هذه المرأة السليط اللسان لا تستطيعين تجنبها أو مقاطعتها، كأن كانت لك أما أو أختاً أو من أرحامك القريبات جدا منك، فعليك بمقابلة الإساءة بالإحسان، عملاً بقوله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34]. وقوله: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24]. وقوله: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) [الفرقان:63].
وعليك بالكلام اللين الحسن وإن سمعت الكلام السيئ الرديء؛ لأن الله تعالى قال لموسى وهارون عليهما السلام: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [طـه:44].
فإن نفع معها ذلك فالحمد لله أولا وآخرا، وإن لم ينفع معها ذلك، واستمرت على سلاطة لسانها فعليك بالصبر، والله سبحانه وتعالى يوفيك أجور الصابرين بغير حساب.
وأما إذا كانت هذه المرأة السليطة اللسان يمكن تجنبها، كأن تكون غير ذات رحم، ولا تربطك بها أي رابطة، إلا علاقة الدراسة في مكان، أو العمل في مكان، أو ما شاكل ذلك، فإن نفع معها الكلام اللين الحسن كان بها، وإلا فعليك تجنبها، وتركها، والابتعاد عنها مهما أمكن، فإنه أسلم لك ولها، وخير لك ولها؛ لأن البقاء معها وحالتها هذه لا يزيدها إلا إثماً، ولعلك لا تستطيعين الصبر على بلائها فتوقعك في الإثم وأنت في غنى عن ذلك.
أسأل الله تعالى لها الهداية والصلاح، ولك التوفيق والنجاح، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.