كثيراً ما يتجه المهتمون بتربية الشباب إلى الجوانب التثقيفية والمعرفية، وهي أمور مهمة بلا شك، لكنها لا تكفي لا بناء الشخصية الجادة المتمكنة من مواجهة متطلبات الحياة.
إن شباب اليوم يواجهون تحديات تتطلب نوعاً خاصاً من التربية، فلا يمكن الاكتفاء بالدروس الثقافية والمعلومات الدينية، بل لابد من التربية العملية التي تصقل شخصياتهم وتجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية الشخصية والاجتماعية.
لذا نقترح أن تسعى العوائل والمؤسسات التربوية إلى ابتكار البرامج العملية، التي تحمل الشاب مسؤولية يقوم بأدائها بحيث يشعر بوجوده ويكتشف قدراته، وبالتالي يصل إلى تقدير الذات.
إن وصول الشاب إلى مرحلة (تقدير الذات) ترفع مستوى الطموح لديه، وتجعله يستنكف عن الأعمال الدنيئة الهابطة.
أما حول كلمة الإمام علي (عليه السلام): أربأ بالمؤمن أن تكون له عادة تذله.
(ربأ) أي ارتفع وعلا، ويقال: إني أربأ بك عن ذلك، أي لا أرضاه لك.
فالإمام (عليه السلام) لا يرضى للمؤمن أن يعتاد بعض الأعمال التي تقلل من منزلته أو شأنه في المجتمع، وتجعله في موضع الذليل.