وتُهدر العائلات الفردية، حوالي 30% من الطعام الذي تشتريه. وبالنسبة للأسر المكوّنة من 4 أفراد، وبميزانية طعام شهرية تبلغ ألف دولار، يعادل ذلك إلقاء 300 دولار في القمامة شهريًا.
ولا تتأثر الميزانيات الشخصية فقط عند هدر الطعام، بل يُساهم الطعام المهدور في أزمة المناخ المستمرة أيضًا.
وترى الأستاذة المساعدة للتوعية التغذوية بجامعة كولومبيا، باميلا كوخ، أن مسألة هدر الطعام أكبر من كونها مشكلة خاصة بالمستهلك، ولكن لا يعني ذلك أن جهودنا الشخصية عديمة التأثير.
ويمكننا القيام بالعديد من الأشياء على الصعيد الشخصي للحد من المشكلة، وفقًا لما ذكرته روني نيف، وهي أستاذة مساعدة في الصحة، والهندسة البيئية في كلية "بلومبيرغ" للصحة العامة بجامعة "جونز هوبكنز".
وقالت نيف إن العملية تبدأ من خلال "التعرّف على ما نتخلص منه، وما أدّى إلى ذلك"، وأوضحت: "إذا فهمنا الأنماط الخاصة بنا، وما يحدث في منازلنا"، تكمن الخطوة التالية في "معرفة كيفيّة إعداد بيئتنا لتسهيل تجنّب هدر الطعام قدر الإمكان".
وإليك بعض الاستراتيجيات لتقليل هدر الطعام:
لا تندفع عند شراء الطعام
وتبدأ الخطوة الأولى بالتحلّي بالصدق عند شراء البقالة.
ومن المهم أن "نتحلى بالواقعية بشأن ما سنأكله بالفعل"، بحسب ما ذكرته نيف، وأن ندرك أن المنتجات المهدورة لا تفيد صحة أي شخص.
وتُعتبر الصفقات الخاصة بشراء منتجين بسعر واحد، والمشتريات بالجملة مفيدة فقط للميزانية الخاصة بنا إذا كنّا نستهلك كل الطعام الذي نشتريه حقًا.
وأوضحت نيف: "تقنعنا التخفيضات بشراء أكثر ممّا نحتاج إليه"، وأضافت أنها "لا تُعتبر مدّخرات إذا كنّا سنرميها".
ويمكن أن يكون تخطيط الوجبات أمرًا صعبًا بالنسبة للعديد من العائلات، ولكن من الممكن البدء بتحضير بضعة وجبات للطعام في الأسبوع.
وقالت كوخ: "يوفّر القليل من التخطيط الوقت والمال في نهاية المطاف".
واقترحت كوخ أن يبدأ الشخص الرئيسي المسؤول عن الطبخ في كل منزل بالتفكير مبكرًا يبما ستتناوله العائلة في الأيام المقبلة، والنشاطات المرتقبة.
وتُخطط كوخ بهذه الطريقة، لعدد وجبات العشاء التي سيتم تناولها في المنزل، والالتزامات التي ستؤثر على عدم القدرة على تناول بعض وجبات الطعام، مثل رحلات العمل، وغيرها.
ومن المهم أيضًا تبضع المكونات التي تستخدمها بكثرة في منزلك، والتي يمكن استخدامها في أطباق متعددة من الطعام.
ويمكن أيضًا تحضير قائمة بالمكونات المتواجدة لديك بالفعل، ومن شأنها تذكيرك بما هو متاح، وجاهز للاستخدام.
افهم ما تعنيه تواريخ الصلاحية
ومن المفاهيم الشائعة والخاطئة أن التواريخ الموجودة على عبوات المواد الغذائية عبارة عن تاريخ انتهاء صلاحية حدّدته الحكومة.
وأوضحت نيف أن ملصقات التاريخ لا تعني أن صلاحية الطعام ستنتهي فجأة، أو أن الطعام سيضر بنا عند استهلاكه بعد التاريخ المُحدّد.
ولا يشترط القانون الفيدرالي وضع التواريخ على المنتجات الغذائية، باستثناء حليب الأطفال.
وتهدف التواريخ الموضوعة طواعية أن تكون بمثابة معايير لجودة الغذاء، وليس السلامة، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
ويُحذّر الخبراء من أن تحويل النفايات إلى أسمدة ليس عذرًا للتخلّص من الطعام الفائض.
ولا يزال السماد شكلاً من أشكال نفايات الطعام حيث أنه بمثابة هدر للموارد التي تم استثمارها، واستخدامها بالفعل في زراعة، ومعالجة، ونقل الطعام، مثل العمالة، والمياه، والوقود.