هل برأيكُم انتشارُ التمدّنِ والانفتاحِ في وسطِ وجنوبِ العراق سيؤثّرُ على عقليّةِ الشابِّ الشيعيّ ناهيكَ عن ضعفِ عقيدةِ بعضِ الشباب.
إنّنا لا نخشى على إسلامِنا ودينِنا منَ الثقافةِ والعلمِ والتحضّرِ والمدنيّةِ إلى غيرِ ذلكَ منَ الاصطلاحات. بل العكسُ هوَ الصحيح، فالدينُ الإسلاميُّ دينٌ صحيحٌ قائمٌ على أسسٍ صحيحة، تلتئمُ تمامَ الالتئام معَ القواعدِ العلميّةِ الثابتة.
والدينُ الإسلاميُّ حثَّ في أدلّةٍ كثيرةٍ على ضرورةِ العلمِ والتعلّمِ والتدبّرِ والتأمّلِ في كلِّ شيء.
قالَ تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلاَفًا كَثِيرًا). (النساء /83).
وقالَ تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ أَم عَلَى قُلُوبٍ أَقفَالُهَا) (سورة رسولِ الله م ح م د / 25)
وقالَ اللهُ تعالى: (إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر/29).
ومضمونُ الآيةِ الأخيرةِ أنَّ العلماءَ هُم أكثرُ الناسِ خوفاً منَ اللهِ تعالى وذلكَ لمعرفتِهم بأنَّ لهذا الوجودِ خالقاً مُدبّرأ، بسببِ ما يرونَه منَ الآياتِ الدالّةِ على وجودِه تباركَ وتعالى.
وقد روى الكُلينيّ رحمَه الله عن أبي عبدِ الله عليهِ السلام أنّه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآله: مَن سلكَ طريقاً يطلبُ فيه علماً سلكَ اللهُ به طريقاً إلى الجنّةِ وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضاً به. الكافي الكُلينيّ (1/ 44)
طبعاً لابدَّ منَ التنويهِ إلى أنَّ الأجرَ والثوابَ المُترتّبَ على طلبِ العلمِ إنّما يكونُ لو كانَ لوجهِ اللهِ تعالى.
ومُلخّصُ ما أقولُ إنّنا نخشى على مُجتمعِنا الإسلاميّ وتحديداً جيلَ الشبابِ مِنه، منَ الدعاياتِ المُضلّلةِ، التي تستهدفُ ضُعفاءَ العقولِ ومَن ليسَ له درايةٌ بأساليبِ التضليلِ وطرقِ الحربِ الناعمةِ التي تمارسُها المؤسّساتُ الإعلاميّةُ المُتخصّصةُ بنشرِ الفتنِ والأكاذيبِ المُضلّلة.