لماذا يسقط الإنسان في فخ ’الفتنة’ و ’المغالطات’؟

الشيخ مرتضى معاش
زيارات:1030
مشاركة
A+ A A-
خطبة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رسمت لنا خطا صحيحا وسليما في التاريخ، حيث أرادت (عليها السلام) أن تضعنا في الطريق المستقيم للتاريخ، عبر توضيح الحقائق.

فهناك صراع دائم بين الحق والباطل، وبين الحقيقة والتضليل، ودائما هناك من يريد ان يستلب الفائدة لنفسه وسلطته ومصلحته وجماعته عن طريق التضليل، والمغالطة هي أهم الوسائل التي يستخدمها البعض في فرض التضليل وتزييف الحقيقة، وجعل الباطل حقيقة، وجعل الواقع وهما، والوهم واقعا.

والمغالطة هي عملية خلق وصناعة حقيقة زائفة عبر مقدمات سليمة، وغير مترابطة فيما بينها، ولكن العقل أو الذهن ينخدع بها، نتيجة لأسلوب المغالط، وطريقته في تزييف الوقائع والحقائق، إضافة إلى ذلك قابلية الطرف الذي تقع عليه المغالطة فينخدع بها.

ولذلك أرادت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أن تبيّن الحقيقة صريحة كما هي، وتكشف المغالطات التي وقع كثير من الناس فيها، بسبب ما رسم وما كتب في التاريخ عبر اختلاق المغالطات، لهذا قالت (عليها السلام) في خطبتها من ضمن ما قالته: (أيّها الناس! اعلموا أنّي فاطمةّ! وأبي محمّد أقول عَوداً وبدءاً. ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً)، وقد ذكرنا في مقالنا السابق معنى (غلطا) ومعنى (شططا)، وأوضحنا بعض المفاهيم والأمور المرتبطة بهذه القضية.

لماذا يقع الإنسان ضحية المغالطات؟

في هذا المقال، سوف ندخل في أسباب المغالطات، ولماذا يقوم المغالِط بالمغالطة، ولماذا يقع المغالَط ضحية المغالطات، فبعض المغالطات تحدث عمدا، فيقوم المغالِط من خلال عملية المغالطة في بناء أو صناعة حقيقة زائفة كما ذكرنا هذا من خلال بعض المقدمات.

ولكن في بعض الأحيان، تقع المغالطات نتيجة إلى توهمات الإنسان والفوضى والعشوائية وعدم علمية تفكيره وفقدانه للمنهجية، أو عدم استقرار تفكيره ونفسيته، فيؤدي به ذلك إلى الوقوع في فخ المغالطات.

ومن ضمن أسباب الوقوع في المغالطة، سواء كان مغالِطا أو مغالَطا:

سلسلة الأوهام

أولا- العيش في سلسلة من الأوهام المتلاحقة، والوهم هو تصور زائف وغير حقيقي عن الواقع، مثال ذلك أن الإنسان يتصور أن هذا اللون أزرق لكنه في الحقيقة لون أخضر مثلا، فيكون هذا التصور زائف وغير حقيقي، يحدث كنتيجة لحبه إلى اللون الأزرق، فيتصوره لونا أزرق مع أنه في الحقيقة لون أخضر.

هذا الوهم النابع من نمط داخلي، أو تصوّر داخلي يؤدي به إلى الوقوع في الوهم، أو هو نفسه يخلق الوهم، من أجل إيهام الآخرين وتضليلهم.

الآية القرآنية تقول: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ، وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) يونس36-37.

الظن هنا بمعنى الوهم الذي هو خلاف الحقيقة والواقع، والحق والعلم والأسلوب المنهجي في التفكير، وأكثر الناس هكذا حيث يقعون في الأوهام والظنون تجاه الآخرين، فهناك سوء الظن بالآخرين، سوء الظن بالحياة، وسوء الظن بكثير من الأشياء.

المشكلة أن الإنسان إذا دخل في عالم الأوهام، يصبح أسيرا لها، يبقى يلاحقه وهم بعد وهم، إلى أن يقع في سلسلة كبيرة من الأوهام التي تصبح اغلالا لا يستطيع الخلاص منها.

فهؤلاء أصحاب الظن يحاولون أن يتصوروا ويدركوا العالم والكون ويفهموا الله سبحانه وتعالى عبر عقولهم الصغيرة دون وجود مرجعيات يقينية مسبقة، فيؤدي ذلك الى انتاج ظنون وخيالات وهمية، فيقعون في عالم التيه ويضلون عن الطريق المستقيم.

البحث عن السعادة والاستقرار والأمن

ان الله حقيقة مطلقة، والواقع الموجود، لكن الشيء غير الموجود هو هذا الظن وهذا الوهم الذي يحاول فيه الإنسان أن يقنع نفسه أو يقنع الآخرين بأشياء زائفة.

هذا هو معنى المغالطة التي يقع كثيرون، وبالنتيجة يتيهون وينحرفون عن الطريق المستقيم الذي لابد للإنسان أن يسير فيه حتى يصل إلى غاية السعادة والاستقرار والأمن الذي يحتاجه.

المشكلة التي يعاني منها الفكر الإنساني إنه فكر محدود، وعندما يحاول هذا الفكر المحدود أن يتصدى لقضايا أكبر من حجمه سوف يضيع هذا الفكر، لأن الفكر يحتاج إلى سلسلة منطقية علمية من المقدمات والتفكير المعرفي حتى يستطيع الإنسان أن يصل إلى استنتاجات صحيحة وسليمة في الحياة.

الوقوع في مصائد التضليل

العقل البسيط لا يستطيع أن يتكيف مع استخدام المنطق المنهجي، وانتهاج عالم الأسباب والمسبّبات، فيقع دائما في المصائد والفخاخ التي تنجذب إليها العقول السطحية كما تنجذب الحشرات إلى الضوء، أو إلى النار فتحترق بها، فالإنسان الذي يذهب بفكره بسطحية ومن خلال بصره وحواسه، فإن هذا الإنسان يقع في مصائد التضليل ومصائد المغالطات.

وكثيرا ما رأينا الإنسان الذي لا يمتلك المعرفة وليس عنده وعي، نجده بالنتيجة يقع في سلسلة كبيرة من الأوهام والتضليلات، مثلا إذا رأى شيئا خارج بيته، في الشارع مثلا، بعض القمامة المرمية في الشارع، فسوف يتهم جاره بهذا العمل بشكل مباشر، وهذا يسمى سوء الظن، وعبر هذا الوهم يبني ذلك الإنسان سلسلة من السلوك العدائي تجاه جاره.

مثال آخر، الحالة العنصرية التي يقوم بها البعض، مثلا الغني حين يقف ضد الفقير، باعتباره أنه غني لذلك فهو أفضل من الفقير، لكن هذا وهم، أو مثلا هو من البلد الفلاني لذلك هو أفضل من شخص آخر ينتمي إلى بلد آخر.

الفخ المنطقي

هذه الأوهام تؤدي بالإنسان إلى سلوك غير جيد، فترسّخ العنصرية والكراهية والفئوية تجاه الآخر، وبالنتيجة فإن هذه الأوهام تؤدي إلى مشكلات كبيرة جدا، وما أكثر الأوهام التي أدت إلى كوارث هائلة، على سبيل المثال، قد يأتي أحدهم ويضع خطة اقتصادية في بلده، ويقوم مثلا بتأميم كل الموارد وكل الأراضي، فيصبح الناس بلا ملكية، بالنتيجة ما الذي سيحصل؟

هذا هو الوهم، وهذه النظرية قائمة على وهم، وليست حقيقة، أي أن هذه النظرية لا تنبع من حقيقة، فيتصور صاحب النظرية بأنه إذا حقق المساواة في الملْكية، وأصبح الناس بلا ملكية، فإنه يستطيع أن يحقق العدالة بين الناس، لكن هذا فخ منطقي، وهو خطأ في التفكير، لذلك فإن هذا الوهم أدى إلى كوارث كبيرة في بعض البلدان.

لذلك فإن الوهم يعد مشكلة كبيرة، كما نجد ذلك في بعض الفلسفات التي تنبع من أوهام الفيلسوف، أو المفكر، أدت به إلى صناعة نظرية تضليلية، ثم أصبحت هذه النظرية منهجا كاملا لعدة شعوب، بالنتيجة وقعت هذه الشعوب في حروب وصدامات وصراعات، وفي نتائج كارثية نتيجة لهذه الأوهام.

السقوط في فخ الفتنة

وضمن خطبتها السيدة الزهراء (عليها السلام) في الحوار الذي حصل قالت هذه الكلمة: (ابتدارا زعمتم خوف الفتنة، ألا في الفتنة سقطوا، وإن جهنم لمحيطة بالكافرين)، هذه هي المغالطة، فيأتي صانع الفتنة ليقول خوفا من الفتنة نحن قمنا بهذا الأمر وهو الاستيلاء على فدك.

مفردة ابتدارا تعني بسرعة، وضعوا هذا المفهوم وهذه الفكرة في أذهان الناس لكي ينخدعوا بهذه القضية، باعتبارها طريقا لدرء الفتنة، ويزعمون ذلك بأسلوب المغالطة، فوضعوا مقدمات غير مترابطة يتوهم من يسمعها انها تنتج الصحيح، على سبيل المثال الناس يبحثون عن الأمن والاستقرار، ولا يريدون الفوضى والحرب والصدام، فيأتي الحاكم ويقول له (أنا أحقّق لكم الأمن ومنع وقوع الفتنة بالقوة والقمع، والنتيجة هي الاستبداد).

لكن بالنتيجة هذا الحاكم من خلال القمع والاستبداد ومحاربة الناس ومصادرة آراء الناس، وانتهاك حرياتهم، يصنع الفتنة والمأساة والكارثة، وهذه هي الفتنة الحقيقية، فالحاكم الذي يزعم بأنه يريد أن يخلص الناس من الفتنة بأساليب خاطئة، فانه يخلق الفتنة.

استخدام التضليل لبلوغ اليقين الزائف

فهؤلاء الذين يسلكون طريق الانحراف يقعون في دائرة الكفر والعذاب وجهنم، كما تؤكد ذلك (عليها السلام):

(فهيهات منكم، وكيف بكم، وأنّى تؤفكون وكتاب الله بين أظهركم، أُموره ظاهرة وأحكامه زاهرة وأعلامه باهرة، وزواجره لايحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أَرَغْبَةً عنه تريدون؟ أم بغيره تحكمون؟ بئس للظالمين بدلاً، ومن يتّبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

لأن كتاب الله تعالى هو الحكم، وهو الذي يكشف الحقيقة كونه هو الحقيقة، فلا تغالطوا فـ(عليها السلام) وضَّحت بصراحة كلّ الأمور والقواعد الحاكمة من خلال القرآن الكريم.

وهنا فإن الذي يريد أن يستخدم القرآن الكريم كوسيلة من خلال الفهم الخاص عبر المغالطات، ومن خلال محاولاته لكي يخدع الناس، فإنه بالنتيجة يكون بالضد من القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم هو الحكم والحجة، وهو الحقيقة التي من خلالها يتم إثبات الحق وذلك عند قراءته بسلامة وبصحة وبفهم ومعرفة دقيقة، نستكشف الحكم الحقيقي الذي يكون واضحا وصريحا.

حركة التاريخ تكشف الحقائق

هنا تكمن المشكلة التي يقوم بها البعض بصناعة الأوهام، من أجل التضليل والوصول إلى يقين زائف، وحقيقة مصطنعة، وهذه الأوهام تتراكم، وتستمر بالتراكم لتصبح جبالا من الأوهام التي تثقل كاهل الأمة، ومن الصعوبة التخلص من الأوهام، خصوصا الأوهام التاريخية، والأوهام الفكرية، والأوهام الفلسفية، فهي تحتاج إلى عملية إعادة بناء، وإلى وعي عميق ومعرفة جيدة، حتى يتخلص الناس من اغلال المغالطات ومن رواسخ التضليل.

وفي الآية القرآنية: (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ، فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) البقرة 9-10.

هذه الآية واضحة في عملية المغالطة وصناعة التضليل، وصناعة الأوهام. فهؤلاء الذين يصنعون الأوهام ويقومون بصناعة المغالطات، هم يريدون أن يصلوا إلى هدف معين، قد يريد أن يصل إلى سلطة أو مال، أو يريد أن يسيطر على الناس، أو يريد أن يبيّن نفسه بأنه في قمة العلم، وإن قوله صحيح وسليم، ولكن مهما فعل هذا الإنسان فهو يخدع نفسه، فالمغالط إنما يخدع نفسه، حيث يوجد في داخله هذا المركب الواهم، فيكون هو واهم وبنيته التفكيرية تختلق الوهم وتصطنع المزيد منه، ولكنهم (يخدعون أنفسهم وما يشعرون).

يتصور أنه من خلال استعماله للمغالطة سوف يخدع الناس، ولكنه سينكشف، لأن التاريخ يكشف الحقائق والتضليلات التي يقوم بها البعض ويفضح مغالطاتهم الزائفة، في حين يتصور صاحب المغالطات أن زيفه لا ينكشف.

الهلوسات والأوهام تتوالد

(في قلوبهم مرض)، وهو الشك والريب، فالإنسان الذي لا يوجد في داخله يقين حقيقي ولا إيمان بالله سبحانه وتعالى، ولا يؤمن بوجود الله تعالى ولا بوجود الثواب والعقاب، ويقين بشكر الله تعالى، فإن هذا الإنسان مريض، أو مصاب بمرض نفسي، ويبقى مرضه يخلق له الأوهام باستمرار.

لابد أنكم لاحظتم أن المريض النفسي الذي توجد لديه هلوسة، وهذه الهلوسات الموجودة عند المريض نفسيا تجعله يتصور دائما بأنه عظيم وكبير، وهو شخصية كبيرة، أو يتصور بأن الناس جميعا أعداءه، فهلوسات الإنسان المريض نفسيا تكون هلوساته مستمرة، هلوسة تأتي بهلوسة، وهم يأتي بوهم.

لذا فإن من يعيش مرض الشك والريب والمغالطة قد تجده مصابا بمرض نفسي، ويزداد مرضه، فالمقصود من قوله تعالى (فزادهم الله مرضا)، أن هذه التركيبة التي تنتج بسبب الإنسان لأنه لا يبدأ بمعرفة حقيقية، ولا يفسر الأمور بصورة صحيحة، فإن هذا الإنسان يزداد جهلا تضليلا وتتراكم أوهامه.

فزادهم الله مرضا، وهذه قاعدة في الحياة، بالنتيجة تؤدي هذه الأمراض والأوهام إلى عذاب أليم، (بما كانوا يكذبون) فالكذب خلاف الواقع، والإنسان لا يصل إلى الواقع عبر الكذب ويبقى معاناة الشك، والذي يصل بالإنسان إلى الواقع هو الصدق، فالإنسان لابد أن يكون على يقين في نفسه وفي ذاته حتى يكون صادقا ويصل إلى الواقع الحقيقي وإلى بر الأمان والاطمئنان.

وإلا فإن المغالطة والكذب والتضليل هو مرض يزداد مع مرور الزمن ويجعل الإنسان يعيش في عالم الأوهام، ويزداد هذا المرض إذا لم يقف الإنسان أمامه ويوقفه عند حده.

من مظاهر عالم الأوهام.. التعميم

من النقاط التي نلاحظها في عالم الأوهام، تكمن في بعض السلوكيات التي نلاحظها، ومنها:

التعميم: فإذا قابل أحدهم شخصا أو عدة أشخاص ينتمون إلى منطقة معينة، وكان سلوكهم غير صحيح، فسوف يحدث عنده تفكير وهمي، ويعمم ذلك على الجميع، وليس بصحيح أن يعمم سوء سلوك القلة على الجميع سواء كانوا يسكنون منطقة أو مدينة أو بلدا ما.

وهو من أخطاء الإنسان التي يقع في فخ المغالطة، يعني يضع قاعدة فيقول أن ذلك البلد الفلاني أناسه لصوص، وكل لص سيّئ، لذا فإن أناس ذلك البلد سيّئون، هذا هو التركيب الذي يستخدمه في عملية القياس غير المنطقي، وهو قياس خاطئ، بالنتيجة فهو يستقرئ عن طائفة معينة أو مهنة معينة، بأن هؤلاء فاسدين وهؤلاء سيّئين، لكن هذا الاستنتاج هو نتيجة جزئية يعممها ويجعلها كلية، فإن (الجزئي لا يكون كاسبا ولا مكتسبا) بحسب علم المنطق.

التعميم يمنع من إدراك الحقائق

إن هذا التعميم هو وهم وسوء ظن، لذا لابد أن ينتبه الإنسان ويتجنب التعميم، كونهُ يعدّ مشكلة كبيرة عند كثير من الناس، لأن هذا التعميم يجعل الإنسان لا يدرك الحقائق ولا يفهمها، ولا يصل الى النتائج الصحيحة في عملية المعرفة، لأن المعرفة دقيقة جدا، وتحتاج إلى قواعد وأسس صحيحة ولابد للإنسان أن يكون دقيقا، يعرف السبب، يعرف المسبّب، ويكفّ عن التعميمات المطلقة التي يطلقها كما يشاء.

هناك بعض الناس وبعض السلوكيات تعد من أسباب التخلف الذي تعيشه مجتمعاتنا، وهذا التخلف تقف وراؤه المغالطات التي تنتج من تعميمات غير صحيحة، أو تعميمات يمكن أن نسمّيها (تعميمات مرسلة) يطلقها الإنسان دونما تفكير، لذلك فهي بالنتيجة تؤدي إلى مشكلات بين الناس، سواء في السوق، أو في العمل، أو في المدرسة، وفي الدوائر الرسمية وغير الرسمية، وفي المؤسسات.

فالتعميمات أسلوب أو سلوك خاطئ لابد للإنسان أن يدرك ويفهم أسلوب المعرفة، ويفهم طريقة وأسلوب التعامل مع الآخرين، حتى لا يقع في تعميمات تؤدي به إلى نزاعات أو مشاكل مع الآخرين، أو تدفع به لاتخاذ قرارات غير صحيحة.

التعميم يؤدي إلى اتخاذ قرار غير صحيح وغير سليم في حياتنا، لذلك لابد أن نفهم الأمور ويكون لدينا وعي وإدراك في عملية فهم حياتنا وتاريخنا وعقائدنا من خلال منهج الأسباب والمسبّبات والأساليب العلمية في المعرفة، وعدم الوقوع في المغالطات، وسوف نستكمل المغالطات وأنواعها في مقالنا القادم.

مواضيع مختارة