ومن المعروف أن العناد صفة أكثر وضوحا عند المرأة، حيث تستخدمها كسلاح تدافع به عن نفسها أمام قوة الرجل واستبداده بالرأي أحيانا، بهدف إقناع الرجل بشخصيتها، وإيقاعه في حبائل الحيرة أحيانا، ليضطر إلى تغيير موقفه منها.
أسباب عناد الزوجةوعلى رغم أن الزوج قد لا يفهم المنطق، الذي يقف خلف قراراتها إلا أنه من المناسب للزوج أن يتعرف على كيفية التعامل مع زوجته العنيدة والعصبية، حيث إن الخطوة الأولى لحل جميع المشكلات هي فهم سبب تصرفاتها العنيدة، ومن هذه الأسباب التربية الأسرية منذ الصغر للأنثى، سواء من خلال تدليلها وإعطائها كل ما تريد دون نقاش، ما يجعلها عنيدة لرأيها، وغير متقبلة لآراء الغير، أو تهميشها وعدم إشعارها بالحب والحنان، ما يجعلها تشعر بالنقص وتعوّضه بالعناد.
كذلك من أسباب عناد الزوجة تسلط الزوج وتهميشه لآرائها، والاستخفاف بها، وعدم استشارتها عند اتخاذ القرارات حتى لو كانت تخصها، فضلا عن معاملته القاسية، وعدم تقديره واحترامه لزوجته بينهما أو أمام الأبناء والناس، إضافة إلى اختلاف الطباع بينهما، ما يجعلها غير قادرة على التكيّف معه، فتستخدم العناد كأسلوب لرفض بعض السلوكيات التي لا تقتنع بها. كما أن عند الزوجة في بعض الأحيان أيضا يكون ناتجا من رؤيتها لأمها وهى تعاند أباها قبل الزواج، وبالتالي فهي لا تجد طريقة للتعامل مع الزوج سوى الطريقة التي تعلمتها من أمها في معاملة أبيها.
كيفية التعامل مع الزوجة العصبيةويعد تجنب العداء وكل أشكال العنف، المفتاح الرئيسي للتعامل مع الزوجة العنيدة، ومحاولة امتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش إلى وقت مناسب يسهل فيه إقناعها إذا كانت مخطئة مع منحها المزيد من العطف والحنان والحب والوئام في خضم الحديث معها وفي أثناء التعامل معها، كما يجب على الزوج أن يفكر في وجهة نظر الزوجة، ويحاول أن يتفهّمها، وأن يتحلى بالصبر على عنادها وعلى ما تعتقد أنه صحيح ومحاولة البدء بالأمور الصغيرة قبل الانتقال إلى الأمور الأكبر، مع إقناع الزوج لنفسه أنه قادر على ذلك بشكل تدريجي، مع تذكّر عدم القدرة على تغيير الشخص بالكامل. فضلا عن الهدوء في التعامل معها وعدم رد العناد بالعناد، والأفضل عدم خوض النقاش معها في وقت عصبيتها وأيضا تجنب السُخرية من حديثها وعنادها وأسلوبها في النقاش وأخذ الأمور بجدية ومحاولة الوصول لحلول تُرضيها قدر الإمكان.
كذلك يتوجّب على الزوج أن يؤكّد لها أنّه يحبها كثيراً، ويشعرها بكونها مميزة لديه، ويظهر امتنانه لوجودها بجانبه، وبأنّه يريد البقاء معها للأبد، ويفضّل أن يقوم بقضاء المزيد من الوقت معها، إضافة إلى مساعدتها في أعمال البيت اليومية لتخفيف الضغط والإجهاد الواقع على عاتقها، والتي تزيد من عصبيتها وبالتالي عنادها وذلك تحمل المسؤولية معها في مواجهة ضغوطات الحياة، وخاصة في تربية الأبناء والوقوف على حاجيات المنزل وتوفيرها أولاً بأول.
*شحاتة إسماعيل