أصبحت العلاقات في المجتمع خطيرة جداً، حيث لا يُبالي الشخص بعلاقته مع الجنس المخالف، ولا يهتم بأنّ يكون الطرف المقابل متزوج أو لا، أصبح الرجل يتعامل مع أقربائه من النساء كمعاملته بصديقة حميمة، حيث لا يراعي الكثير من الحدود الشرعية والعرفية، وكلّ ذلك بحجّة أنّ العلاقة بينهما ليست علاقة حبّ أو غرام، بل علاقة عائلية! كذلك العكس بالنسبة إلى النساء، لكن ومع الأسف الشديد تتغيّر بعض هذه العلاقات إلى علاقات خاطئة، حيث يرى الطرفين الحقّ لهما لتجاوز الحدود المعيّنة لهما، ويرتبطان بالآخر بعلاقات غير صحيحة.
يمكن أن نجد أرضية هذه المشاكل في بعض الأمور، منها:
1- ضعف الإيمان والعقيدة: عندما لا يهتم الشخص بالدّين، ولم يتنازل عن معتقداته الخاطئة، وكذلك لا يلتزم بالالتزامات المحدّدة له من قِبل الشريعة والعرف، سوف لا يُبالي أو يمكن القول بأنّه لا يُفكّر بفعله على أنّه أخلاقياً أو لا، وإنّ هذه العلاقة شرعية أو لا، وبالتالي يقع في فخّ الشيطان.
2- غلبة النفس الأمّارة على الإنسان: قال الله عزّ وجلّ: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )، عندما يجعل الشخص هواه إماماً له، ويقتدي به، سوف لا يفكّر بعواقب الأمور ويكون عبداً للشيطان.
3- إنّ العامل الأهم في موضوع تفشّي الوقاحة والميل إلى التعرض بأعراض الآخرين هو عدم رعاية الحجاب في المجتمع -بالطبع لا نقصد من الحجاب العباءة أو ما تستر المرأة بل مطلق الحجاب الذي بمعنى العفّة- إذا عمل الحجاب في علاقات الرجال والنساء في المجتمع، سوف يتراجع مستوى الجرائم والفساد والمشاكل الزوجية وإستياء الزوجين عن طرف الآخر.
ولكن من أجل رؤية إنجازات الحجاب في المجتمع، لابد أن يُطَبَّق المعنى الحقيقي للحجاب، لأنّ معنى الحجاب على الرغم من معناه العام عند الناس ليس نوعاً محدداً من التغطية، بل لابد أن يكون روح الحجاب لائق ومناسب في الفكر والسلوك وفي المعاملة مع الناس، الحجاب الذي يتمركز في الظاهر فقط، وليس له دور مؤثر في الحياة خاصة في التعامل مع الآخرين، فهو خادع.
فعلى الشخص أن يُراعي جميع ما يصدر منه، فمثلاً لا يختلط مع المحارم، ولم يجعل نفسه في الخلوة معه، ولا يتكلّم معه خارج العرف والشرع.