وذكر ممثل العتبة الحسينية في الملتقى السيد الدكتور سعد الدين البناء لـ "موقع الأئمة الاثني عشر" أن "الملتقى يقام للمرة الأولى وبالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية التي رحبت ترحيباً حاراً بوفد العتبة الحسينية المقدسة الذي ضم عدد من الشخصيات الدينية والثقافية.
واستُهل الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني العراقي أعقبته كلمة الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة التي ألقاها ممثلاً عنها السيد الدكتور سعد الدين البناء.
وفيما يلي بعض الاقتباسات مما ورد في الكلمة:إن الدبلوماسية الدينية أبرز الوسائل لحل النزاعات ذات البعد الديني وأيضاً فيما يتعلق بالجوانب الأخرى، منها البعد الوطني سعياً لتحقيق السلام بدلاً من اعتبارها محرضة على العنف والحرب والاقتتال.
لقد مارست المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف دوراً واضحاً في قضايا مصيرية مهمة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الدولي أيضاً، وذلك عبر البيانات والفتاوى الصادرة عن مكتبها في النجف الأشرف وعبر ممثليها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وسماحة السيد أحمد الصافي دام عزهما، فعلى الصعيد الداخلي حرصت على الدفاع عن الوطن في عدة مجالات منها حفظ النظام العام خصوصا في ظل الانفلات الأمني بعد سقوط النظام السابق عام ٢٠٠٣ فلم تجز القتل لأخذ الثأر أو إجبار الغير على مغادرة المدينة ونحو ذلك.
كما شجبت وأدانت المرجعية الدينية العليا الأعمال التي تستهدف وحدة العراق واستقراره واستقلاله وأكدت على احترام حقوق المواطنين ومنهم المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية ومنها حقهم في العيش في وطنهم العراق بأمن وسلام.
كما شهدت الساحة العراقية تأكيد المرجعية الدينية العليا على احترام الوحدة الوطنية والتعايش السلمي، وأكدت على احترام القوانين وحماية الأموال العامة ومحاسبة من يثبت فساده المالي والإداري وسعد إلى مكافحة البطالة وإيجاد الفرص المناسبة لتشغيل العاطلين. للاطلاع على النص الكامل اضغط هنا
كما ألقى وكيل وزير الخارجية لشؤون التخطيط السياسي الدكتور هشام العلوي كلمة وزارة الخارجية أشار فيها إلى "مكانة وحكمة المرجعية الدينية الرشيدة ووسطيتها حيث استطاعت أن تحافظ على أمن وأستقرار العراق وبالتالي على أمن واستقرار المنطقة والعالم. وتجسد ذلك الدور بالحفاظ على الوحدة الوطنية، ومواجهة التطرف والارهاب، والتأسيس للعيش المشترك والقبول بالآخر على أساس (تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم) والبحث عن المشتركات وتقويتها والابتعاد عن عوامل الفرقة ومواجهتها بالبرامج الواعية والمؤسسات الثقافية والتعليمية والصحية والخدمية".
وقال السيد العلوي: "حين رأت المرجعية انشغال الجهات الحكومية بمواجهة العصابات الإرهابية لم تجد بداً من التصدي لمعالجة مشاكل المجتمع بمبادرات عظيمة مثل احتضانها لمكونات العراق الاصيلة التي عصفت بها رياح الإرهاب كالمسيحين والإيزيدين فآوتهم في مدن الزائرين وقدمت لهم الدعم والرعاية حتى تجاوزوا أيام المحنة، وبالقول تارة أخرى حين عبر سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني خلال زيارة البابا فرنسيس التأريخية للعراق بقوله (أنتم جزء منا ونحن جزء منكم)".
وأضاف: "ولم تقف مبادراتها عند هذا الحد بل قامت بإنشاء الجامعات المتطورة والمشاريع الصحية والزراعية المتقدمة لتعكس وجهاً ناصعاً لرسالة الأديان الالهية بعد أن حاول الارهابيون تشويه صورتها، ليكون هذا هو الميدان الأكبر للتحدي الذي كسبت رهانه، بل وجدت ضرورة ابرازه للمجتمع الدولي فقامت بزيارات الى ارجاء العـالم وعلى رأسها قبلة العالم المسيحي حيث الفاتيكان لتقوم بعقد لقاءات ثقافية ودينية مع مؤسساتها العريقة، وتبادل الرؤى والأفكار مع باحثيها ومفكريها ونشر مؤلفاتها، والقيام بتوجيه الدعوات لزيارتها وحضور مؤتمراتها ومنتدياتها".
كما شهد الملتقى استعراض فيلماً وثائقياً عن الدبلوماسية الدينية والثقافية، واستعراض عدد من البحوث الأكاديمية حول الموضوع.