لماذا بعثَ اللهُ اثني عشر نقيباً في بني إسرائيل، فقال تعالى: (وبعثنا منهم اثني عشرَ نقيباً) المائدة، 12 ؟
لماذا ركّزَ اللهُ عزّ وجلّ على الرقم اثني عشر في قرآنه فقال مثلا : (فانفجرت منه اثنتا عشرةَ عينا) البقرة،٦٠ ، وقال تعالى : (وقطّعناهم اثنتي عشرةَ أسباطاً) الأعراف ، ١٦٠ ؟
لماذا جعلَ اللهُ الصلوات خمسا؟ لماذا جعل فريضة الصبح ركعتين والظهر أربع ركعات والمغرب ثلاث؟
لماذا جعل اللهُ الصيام شهراً لا أقلّ ولا أكثر ؟ لماذا جعل واجبَ الحجّ مرةً في العمر ؟
لا نعلمُ السرَّ في الجوابِ على هذه الأسئلةِ المتقدمة والتي هي جوابٌ نقضي للسؤال.
لكن قد يقال في جواب السائل: إنها حكمةُ اللهِ عزّ وجل، فالرسالةُ الإسلامية تحتاجُ إلى مدّةٍ لا تقلّ عن مئتي سنة لتترسّخَ قيمها، وفترة التشريع الإسلامي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام امتدت حتى سنة 329هـ وهي سنةُ غيابِ الإمام المهدي عليه السلام الغيبة الكبرى، وفي هذا المدّةِ عاش الأئمةُ الإثنا عشر وقاموا بدورهم في تبليغ الإسلام بصورتهِ الأصيلة لأتباعهم وجعلوا قواعدَ لكيفية التعامل مع النصوصِ الشرعية وسائر معارف الدين، هذا بالرغم من التضييقِ والتشديدِ والمراقبة، فهذه المدّةُ احتاجت إلى اثني عشر إماماً ليكتمل بيان الدين، ولا يكتملُ تطبيقهُ إلا بظهور الحجة عليه السلام، وبيان الحكم الواقعي وإقامة دولة العدل في أرجاء المعمورة.
فلو قلّ العددُ عن اثني عشر لكان هناك نقصٌ في البيان، ولو زاد العددُ لاختلّ الميزان ولكان ذاك خلاف الحكمةِ الإلهية في ابتلاء الناس، فهم عليهم السلام البابُ المبتلى به الناس.
هامش: المقال رداً على سؤال: لماذا الله سبحانه وتعالى جعل الأئمة عليهم السلام اثني عشر ولم يجعلهم أقل أو اكثر؟