يمكن أن نقول إنّه لا تكاد تخلو حياة زوجية من مشاكل، يقول البعض انه امر طبيعي وايجابي لأنه يؤدي الى حصول حالة التفهم شيئا فشيئا واستيعاب احدهما للآخر، والبعض من الباحثين في علم الاجتماع يرى انه قد يكون ايجابيا اذا ادى الى نتيجة ايجابية وليس الخلاف مطلقا ايجابيا لأنه قد يستمر الخلاف بين الزوجين ويتحول الى نزاع مستمر ثم ينشأ البغض والكراهية بحيث يقوم احدهما بخلق اسباب النزاع ويلتذ بها، ومن هنا نريد ان نعرف ـ من خلال هذه المقالة المختصرة ـ جانبا مهما وقد انتشر بكثرة بين الازواج وهو السوء في تعامل الزوج مع زوجته بل يتعامل بكراهية معها فما هو السبب في ذلك؟
في صدد الجواب عن هذا السؤال لا اريد ان اتكلم كثيرا وأحصي الاسباب لأنها متشعبة وكثيرة
وقد نخرج عن الغاية من طرح هذا السؤال وهو تشخيص السبب ليكون في متناول اليد للزوجة لتستعين به لدفع المشكلة او لرفعها.
وإذا حاولت الزوجة تطييب الوضع داخل البيت ولكن لم ينفع ذلك يُستكشَف ان هناك خللا في نفس الزوج وذاته وليس خارجيا.
لا اريد ان أشرق واغرب في الجواب لكن سأذكره من خلال مقطع لرواية عن الامام الصادق عليه السلام يذكر فيه ثلاث خصال تكون ضابطا ومعيارا ومنهجا لتعامل الزوجة مع زوجها وبخلافه ستكون له لوازم وآثار سلبية ترجع عليها.
يقول الإمام الصادق (ع): (لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها (أي: المُنسجِم معها والمجتمع معها على امر واحد)، عن ثلاث خصال، وهنّ:
1- صيانةُ نفسها عن كلّ دَنَس (أي: الشين والعيب والتشويه)ُ حتى يطمئنّ قلبه إلى الثِّقة بها في حال المحبوب والمكروه).
2- وحياطته (أي: تلزم الزوجة نَفْسَها بِتَفَقُّدِه زوجها واَلاهْتِمَامِ بِهِ) ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّةٍ تكون منها).
3- وإظهار العشق لهُ بالخِلابَة (الخديعَةُ بالحَدِيث اللّطيف الطيِّب)، والهيئة الحسنة لها في عينه).
إذا نظرنا الى هذه الكلمات النورانية للإمام عليه السلام والحلول المهمة والمنهاج الواضح لتعامل الزوجة مع زوجها وطبقتها أحسن تطبيق تكون قد جنبت نفسها كل مشكلة وبغض واساءة من الزوج.
ثواب صبرها
لكن اذا كانت الزوجة متضمنة لهذه الصفات ولكن مع ذلك كان الزوج لا يعاملها بطيب فليس معناه انها تغير طريقتها في التعامل بل تستمر في ذلك لتحتسبه عند الله سبحانه وتعالى فان هذا الصبر لا يذهب سدى؛ بل لها البشارة فقد ورد في روايات المعصومين (عليهم السلام)، ومنها هذه الرواية عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال: (مَن صَبَرَت عَلى سوءِ خُلُقِ زَوجِها؛ أعطاها مِثلَ ثَوابِ آسِيَةَ بِنتِ مُزاحِمٍ). ميزان الحكمة، ج2، ص186.
ثواب المرأة الصالحة
بل الزوجة الصالحة لها الثواب الجزيل مع قطع النظر عن تغير سلوكيات الزوج من عدمها.
جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمّال اللَّه ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً". مكارم الأخلاق، ص215.
ثواب خدمتها
عن النبي صلى الله عليه وآله:
"ايما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً إلا نظر اللَّه إليها ومن نظر اللَّه إليه لم يعذّبه". ميزان الحكمة، ج2، ص186.
وعن الامام الباقر عليه السلام: "ايما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيّها شاءت". ميزان الحكمة، ج2، ص186.
وفي الحديث: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها". وسائل الشيعة، ج14، ص123.