ننقل لكم عبر هذه السطور مقالة تحقيقية ومستدلة مقتبسة من مقالة لأحد أشهر علماء النفس (دكتور جهرازي) من مجلة (العالم، دانشمند) العدد 13، ومن خلالها يتجسد الردّ على السؤال المذكور:
يواجه الشباب مسائل غامضة، ومنها "الموضوع الجنسي". في هذه المرحلة من العمر التي تنشأ فيها الميول الجنسية لدى الشباب، ولا يعي الشاب فيها حقيقة هذه الغريزة إلا بعد اجتياز فترة من التفحص والبحث، يلهب أي لون من ألوان الاثارة الجنسية نار الشهوة في وجود ذلك الشاب.
سابقاً كان اليافعون متمسكين بسلسلة من المبادئ التربوية تبعاً للتربية الدينية والآداب والتقاليد الاجتماعية، ولدى مواجهتهم للغريزة الجنسية يتحملون المشاق والضغوط الهائلة، ولا يسعون الى الاثارة الجنسية اعتماداً على ضبط النفس؛ أما في عصرنا الراهن [1] فالمناظر المستهجنة ملأت الشوارع والأزقة والبيوت، وأصبح للصور الخليعة والمجلات والصحف والأفلام السينمائية والتلفاز والقصص المسلية أثر بالغ في تأجيج هذه الغريزة الجنسية لديهم، وبالتالي فان الحياة العصرية جعلت الشباب في مواجهة مع الميول الجنسية الجامحة.
وفي خضم هذا المعترك يبتلى الشاب بالإنزال إما عن طريق الاستمناء بتعليم أترابه له، وإما بالاحتلام الليلي وما شاكله؛ وبما أنه يلتذ من هذا العمل فإن يحاول تكرار حصول الإنزال، فيؤدي به الأمر شيئاً فشيئاً الى الاعتياد على الاستمناء، مما يخلق مشكلة كبيرة في حياته.
يعتقد بعض الأطباء وعلماء النفس أن الاستمناء أمر طبيعي، ويظنون أن حاجة الإنسان والحيوان إليه أمر لا مفر عنه.
لكن هؤلاء الأفراد يجهلون مقدار الأضرار التي سوف يسببها هذا العمل على نمو الشباب جسدياً ونفسياً في حالة تكراره عدة مرات في الأسبوع، وللأسف الشديد فان هذه العادة تزداد لديهم شيئاً فشيئاً، إلى أن يدمنوا على الاستفادة منها بالنظر إلى أن أدواتها في متناول أيدي الشباب.
العواقب المشؤومة لهذه العادة المقيتة (العجز الجنسي)بعد الدراسات التي أجريت في الأعوام الأخيرة، لا سيما الدراسات والمطالعات التي أجريناها على ما ينيف على الألف شاب، بات من المؤكد ضرورة عدم اعتبار موضوع الاستمناء موضوعاً بسيطاً وعابراً. (تأملوا) ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نشير بداية الى فسلجة الغدد الجنسية:
إحدى علامات البلوغ هي إفراز "المني" من قبل البويضات. كل قطرة من المني تحتوي على ملايين الحيامن الذكرية (اسبرماتوزوئيد)، بالإضافة الى سائل هلامي خاص تفرزه البويضة أيضاً يدخل كيس المني الواقع خلف كيس المثانة بواسطة مجرى المني.
يمتلأ كيس المني رويداً رويداً، ويمتص البدن جزءً منه حيث يكون له تأثير في نمو بدن اليافع واثارة الميول الجنسية لديه؛ لكن جزءً كبيراً من ذلك المني يجب أن يفرغ، ويستعمل الجزء الآخر في عملية توليد المثل.
عندما يمتلئ كيس المني لدى الشباب الذين قلما يعرضون أنفسهم للإثارة الجنسية، والذين يمتلكون معتقدات دينية قوية تصدهم عن هذا العمل، يخرج المني – عادة – في الاحتلام خلال النوم؛ مما يخلق تعادلاً بيولوجياً لديهم، لذا ليس هناك قلق بشأن أولئك.
أما الشباب الذين يواجهون عناصر الإثارة الجنسية بكثرة، ويعيشون حالة من الحرمان الجنسي، فيظنون أن لا خيار لهم سوى التشبث بالاستمناء لإراحة بالهم؛ وبما أنهم يشعرون بحالة من الفتور والاستقرار بعد كل عملية إثارة وممارسة الاستمناء بعدها لذا يكررون هذه العملية باستمرار. وحينما يحصل التكرار ويمارس الاستمناء عدة مرات في الأسبوع يخرج الوضع النفسي للشاب عن الحالة الطبيعية، ويصاب باختلال النظم الجنسي الذي يعتبر العجز الجنسي من أبرز سماته.
تنويه: عندما تشبع الغريزة الجنسية من خلال الطريق الطبيعي لها وهو الزواج، يثار مركز الغرائز الجنسية في الدماغ عن طريق المشاهدة واللمس وباقي الحواس، ومن الناحية الفسلجية فان التأثيرات المنتقلة من العين واللمس وما شاكلها الى مركز الدماغ توجد الانعكاس الجنسي، وتتم العملية الجنسية بصورة طبيعية.
أما في الاستمناء فالقضية على العكس تماماً، فيحل التخيل وتصور مناظر خاصة واللمس الموضعي محل عناصر الاثارة الطبيعية، وبذا يتكون انعكاس انحرافي في الدائرة الجنسية.
حينما يكرر هذا العمل ويثبت "الانعكاس الإنحرافي" في وجود الشاب سوف يؤدي به الى العجز عن اجراء العملية الجنسية بشكلها الطبيعي؛ لاختلال النظام الطبيعي لإشباع الغريزة الجنسية لديه، ولهذا السبب يجد نفسه عاجزاً أثناء الزواج.
تقلب هذه الوضعية حاله رأساً على عقب، وتؤرقه كثيراً، وتكرار هذه العملية يجعله يعاني من مرض نفسي يلقي بظلاله على كامل شخصيته (طبعاً يؤدي هلع الشاب وقلقه في هذه الحالة الى مضاعفة حالته، بينما لو ترك هذه العادة القبيحة بالمرة، وحافظ على هدوئه، واستعاض عنها بعادة حسنة، سيكون وضعه قابلاً للعلاج).
الاختلالات الجسدية لدى المبتلين بالاستمناء:النقطة الأخرى المهمة التي يجب الإشارة إليها هي أن جزء من المواد الجنسية المفروزة (المني) – وكما قلنا سابقاً – يجذبها البدن وتفضي الى نمو الشباب، والمهم أنها لا تؤثر على نموه الجسمي فحسب، بل لها تأثير كبير على نموه النفسي أيضاً.
حينما تقذف هذه المواد خارج البدن بالاستمناء، فبغض النظر عن بروز اختلال في النمو الجنسي الكامل وتسببه في النحافة وضعف الشخصية وضعف الإرادة وخوار القدرة، يؤدي ذلك إلى حجب وتقليل الطاقة الروحية بشكل كبير.
ولإيضاح أبعاد هذين الموضوعين لا بأس بالإشارة إلى نماذج من كلام المصابين الذين فشلوا في حياتهم الزوجية أو لم يشعروا باللذة من حياتهم الزوجية أو ابتلوا بالبرود والعجز الجنسي:
صرح أحد الشباب المتأهلين قائلاً: "أحب زوجتي الى درجة العبادة، لكني – للأسف – لا أشعر باللذة من معاشرتها، وهذا الأمر يؤذيني كثيراً ".
وتقول إحدى السيدات: "تزوجت منذ ثلاثة أشهر، لكن لا أدري لماذا يعتبرني زوجي كقطعة خشب ملقاة في البيت ".
وصرح أحدهم: "كنت أمارس هذا العمل القبيح باستمرار منذ البلوغ، ثم لم أفلح بالتمتع بزوجتي، وعندما أكون وحيداً تثيرني الأفكار والتصورات ".
وقال شابان أثناء مراجعتهما: "نتيجة لتكرار هذا العمل نعجز عن مباشرة زوجتينا، ونحن خجلون لذلك"، وقال شاب آخر : "مضى ستة أشهر على عقد قراني، لكني – للأسف – لم أوفق للزواج بسبب إصابتي بهذه العادة المقيتة".
جدير بالذكر أن الشباب المنزوين أكثر عرضة من غيرهم للابتلاء بهذا الوبال؛ لذا ينبغي على الشباب تحاشي الانزواء بلا سبب، والعمل على عدم توفير عوامل الشقاء لهم ولاصدقائهم، وذلك بانتخاب الأصدقاء الأوفياء والمؤمنين.
ضعف الشخصية والوسواس:الضرر الآخر الذي يصيب الشباب من جراء هذه العادة المشؤومة هو أن غالبيتهم يندمون بعد القيام بها، ويعاهدون أنفسهم على عدم العودة لها، لكنهم ما يلبثون أن يكرروها بمجرد توفر موجباتها.
إن توالي هذه العملية (الندم والاقدام مرة أخرى) يؤثر سلباً على نفسياتهم، ويفضي الى إصابة الشاب بضعف الشخصية ووهن الارادة وعدم الثقة بالنفس والوسواس والقصور الجنسي.
وبإيجاز، يخل الاستمناء بالشعور باللذة من خلال حرف نظام الانعكاس النفسي في المسائل الجنسية، ويؤدي الى الشعور بالخجل والحياء وعقدة الحقارة واختلال الشخصية، وبغض النظر عن كل ذلك فانه يوجه ضربة قاصمة للنمو الجسدي للشباب كذلك. (نهاية كلام السيد جهرازي)
تنويه ضروري: للحيلولة دون حصول هذه المخاطر يجب على اليافعين والشباب عدم السماح للهلع والارتباك غير المبررين بالسيطرة عليهم، والنهوض لمحاربة هذه العادة البغيضة بكل ما أوتوا من قوة. فيحاولون أولاً نبذ وسائل الاثارة من قبيل الصور الخليعة والقصص الغرامية والأفلام المضللة والسينما والصحف المبتذلة، ويعقدون العزم على عدم الاقتراب منها، ثم يملأون أوقات فراغهم باختيار الأصدقاء النافعين، والابتعاد عن الانزواء حتى بمثل النوم بمفردهم، وانتخاب الرياضات المفيدة والتسليات السليمة.
وعليهم أن يتجنبوا أصدقاء السوء، ويبعدوا عنهم هذه العادة القبيحة بالاستعاضة عنها بسلسلة من العادات الممدوحة؛ ولا ينبغي أن ينخدعوا ببعض الكتابات المغرضة والأقوال غير المدروسة لبعض الأطباء وعلماء النفس الذين يسعون -أحياناً- إلى التشجيع للقيام بهذا العمل!
وبغية عدم الابتلاء بهذا الوباء، ولتخلص المدمنين على هذا العمل من تبعاته، عليكم – فضلاً عما ذكر آنفاً – مراجعة بحثنا المفصل عن هذا الموضوع في كتابنا "المشاكل الجنسية للشباب".
المقال رداً على سؤال: هل الاستمناء مضر، ماهي أضراره؟