ولا ريب أن صوت المرأة يختلف من حال إلى حال، فإن صوتها حال حديثها الطبيعي مع الآخرين يختلف عن صوتها حال قراءتها للأدعية والزيارات والقراءة الحسينية، فإن طبيعة قراءتها فيها تستدعي رقة ونعومة في الصوت توجب تحريك المشاعر والعواطف الإنسانية وربما تكون سبباً لتهييج الرجال حال سماعه بتحريك شيء في مكامنهم ودواخلهم.
وهذا مدعاة إلى احتياط الرجل بعدم الاستماع إليها حال قراءتها، بل يلزم المرأة امتناعها من القراءة عند عدم أمنها سماع الرجال إليها.
نعم لا يضر استماع الرجل إليها اتفاقاً حال مروره في طريق كما قد يحصل أحياناً.
ومع وجود هذا المحذور الشرعي فإن ذلك يدعو للتوقف في فتح المنصات الافتراضية للقراءة النسائية ما دام لا يُؤْمِن من استماع الرجال إليهن الموجب لتهييجهم بسبب سماع أصواتهن، خصوصاً وأنه لا يحرز عدم دخول الرجال إلى تلك المنصات بأسماء مستعارة والاستماع إليها.
على أنه يمكن البناء على حرمة ذلك ولو بلحاظ الحكم الثانوي الداعي للبناء على ذلك من خلال تشخيص بعض حالات الموضوع في المقام.
وحتى لو لم يحكم بالحرمة في مثل هذه الفروض والحالات التي لا يُؤْمِن فيها من استماع الرجال إليهن، فإن بروز صوت المرأة على مسامع الرجال ينافي العفة الإيمانية والكمال الأخلاقي الذي ينبغي أن تتحلى بها المرأة المؤمنة المقتدية بالصديقة الطاهرة الزهراء(ع)، والتي كانت أنموذجاً كاملاً في العفاف والحذر الشديد في التعامل مع الرجال، وسارت على دربها ابنتها الطاهرة زينب الحوراء (ع) وبقيت العلويات كالسيدة الكريمة فاطمة المعصومة (ع)، وهذا ما نرتجيه في بناتنا وأخواتنا اللواتي كن ولا زلن يسرن على دربهن ويقتدين بهن.
ولهذا أدعو بناتي في هذا المجتمع الإيماني العفيف أن يبتعدن عن مثل هذه المنصات ويستغنين عنها بما يوجد في الساحة من منصات افتراضية للرجال تحقق الغرض المطلوب حتى يغير الله تعالى الحال وتزول عنا هذه الجائحة إنه سميع مجيب.