ما أكده الله تعالى للشيطان هو عدم تمكنه من إغواء وتضليل عباده الواقعيين، فلا يزين لهم الأعمال المحرمة و القبيحة و يزيغهم من جادة الإيمان و الطاعة إلى طريق الكفر والمعصية.
وما صدر من النبي آدم في الجنة لم يكن عملا شيطانياً حتى يقال تسلط عليه الشيطان، بل لم يكن سوى ترك الأولى.
كل شخص يفتح نوافذ قلبه أمام الشيطان بملء رغبته وإلا لا يتمكن الشيطان اجتياز هذه الحدود بدون تصريح منا، ومن البديهي أن لا يمنحه الأنبياء هكذا تصريح.
بعبارة أوضح: المراد من تسلط الشيطان تسخير قلب الانسان من جراء ضعف إيمانه وتساهله، وبالنتيجة يعبد له الطريق لارتكاب الذنب، و لم يتسلط الشيطان على روح الأنبياء بهذا الشكل أبداً، و إن أكل آدم (عليه السلام) من الشجرة المحظورة عليه بترغيب الشيطان فقد ترك الأولى لا أنّه ارتكب المحرم.
وقد بين فطاحل علماء الشيعة عصمة الأنبياء بالأدلة العقلية، فللاطلاع المعمق على سيرة آدم (عليه السلام) و أدلة عصمة الأنبياء ارجعوا الى كتاب «القادة العظام».