هناك مؤشرات لابد من توافرها لمعرفة المرأة «مدمنة التسوق»، فإذا فاضت خزانتها بالملابس التي لا تزال بطاقات الأسعار غير منزوعة عن معظمها، وإذا ازدادت أعداد صناديق الأحذية التي لم تستخدمها بعد، وإذا لم تتوقف عن شراء مستحضرات التجميل، فإن المرأة عندئذٍ تكون مدمنة تسوّق.
إن الشعور بالحاجة إلى التسوق ليس بالأمر الملزم، بقدر ما هو خلل في السيطرة على النزوات التي تُعَدّ ممتعةً بالنسبة إلى أصحابها.
ما الأسباب التي تجعل النساء يُدمنّ التسوق؟1- تأثير العائلة ودورها المهم أثناء فترة الطفولة.
2- فانتازيا الاستهلاك أو إدمان الشراء من دون داع: فنساء كثيرات يترددن على عيادات الطب النفسي للمعالجة منه، ويتضح من خلال بضع جلسات أن هذا الإدمان هو مجرد رغبة في الاستهلاك وليس رغبة ناجمة عن الحاجة.
3- إهمال الزوج زوجته يسبّب إدمان التسوق: وجدت الدراسة أن المرأة المهملة من زوجها أكثر شراء للأشياء ذات الماركات المشهورة، فيجد الزوج نفسه يدفع الثمن غالياً ضريبة لإهماله، وتجد المرأة فى هذه الحالة أن التسوّق قادر على ملء بعض الفراغ العاطفي الذي تشعر به.
والتسوّق يعزز لديها الثقة بنفسها حيث ترى أنها قادرة على اختيار الأفضل بالنسبة إليها من دون سماع انتقادات الزوج.
4- الهروب من الواقع، والانتقام من الآخر.
5- التخلّص من أحد أنواع القلق، ومبعثه خوف الشخص من أن يفقد أعِزّاءه وأحباءه، فعند الشراء ليس هنالك مُتّسع من الوقت للتفكير في ذلك القلق، والانهماكُ في الشراء يساعد على نسيان ذلك القلق المتصل اتصالاً مباشراً بفقدان السيطرة.
6- الإكثار من الشراء يُولّد نوعاً من الحماية لتجنّب مواجهة الأحاسيس المُحزِنة.
7- هناك عنصر التعويض، كأن يكون الشخص قد مرّ بمرحلة حرمان في حياته السابقة أو في طفولته، وما ان يتوافر له المال حتى يندفع إلى الشراء ليُثبِت لنفسه أنه لم يعد محروماً، وأنه يستطيع أن يحصل على ما يريده، ولهذا نجد أن هوَس التسوق أصبح موضة تلتهم الميزانية، وقد يتحوّل إلى إدمان أحياناً.
8- قد يكون ناتجاً من شعور الفرد بفراغ في حياته، يريد أن يملأه بمعاملة أشخاصٍ آخرين لِسَدّ ذلك الفراغ الذي يحس به، فيشغل نفسه بالتسوق للخروج من هذه الحياة التي يَعُدّها مملة، وللهروب منها يلجأ إلى الأعمال التي تتيح له فرصة التعامل مع الآخرين.
وسائل التعامل مع الزوجة المدمنة على التسوق:هنالك العديد من الوسائل والطرق في التعامل مع الزوجة المدمنة على التسوق ومنها ما يأتي:
الاهتمام بالزوجة:يجب على الزوج أن يعيد حساباته في علاقته بزوجته وأن يعتني بها ويحسسها بحبه واهتمامه، لأن في كثير من الأوقات قد يكون إدمان الزوجة على التسوق إحساسها بالعزلة والاكتئاب والإهمال ومعاناتها من غياب السعادة عن حياتها في العلاقة الزوجية، وهو مسبب قوي يؤدي إلى قيام الزوجة في التسوق وتصبح مدمنة عليه لتحس بالسعادة وتعويضاً لما تواجهه من نقص فيما تحتاج إليه كإمرأة.
مشاركة الزوج لأوضاعه المالية مع الزوجة:يجب أن يعرف الزوج أن اشتراك الزوجة بعض التفاصيل التي تخص بأوضاع العمل وظروفه المالية وأشياء أخرى عديدة يحسسها بقيمتها ومقامها كزوجة له بالحياة، لأن ذلك يجعلها تقدر ظروفه مما تلتزم حدها في التسوق لأنها أصبحت في إدراة المسؤولية مع الزوج، وهو شيء يحتم عليها السيطرة على مرات التسوق.
تعيين مصروف للزوجة:يجب أن يعين الزوج مصروف معين في آخر الشهر للزوجة التي تتصف بالإدمان على التسوق، بحيث تتعامل في حدوده ولا تتجاوزها أبداً إلا للضرورة، حتى لا يكون هناك فرصة لإسراف الزوجة في التسوق.
ملئ الفراغ الموجود في حياة الزوجة:ومن الإرشادات لمعرفة كيفية تصرف الزوج مع الزوجة المدمنة على التسوق، يجب أن يدعم الزوج زوجته على الالتزام بهواية تحبها أو القيام بأي شيء تحبه حتى تشغل وقت فراغها ويصبح لديها اهتمامات كثيرة أكثر أهمية من التسوق.
التكلم مع الزوجة:إن تصرف الزوج مع زوجته المدمنة على التسوق أمر يحتاج أن يحدد الزوج وقت مناسب وكافي للتكلم مع الزوجة بهدوء ووضوح عن حالتهم المالية وعن أضرار الإدمان على التسوق، وأن يعلمها بآثاره السيئة التي أثرت جداً في حياتهم الزوجية حتى تهتم الزوجة بذلك وتبدأ في التقليل من التسوق.
*وفاء بني مصطفى، رشا فكري