وبدا تأريخ التقليد في الإسلام، في عهد النبي -صلى الله عليه وآله- فقد كان -صلى الله عليه و آله- ينتدب جماعة من أصحابه للقيام بمهمة تعليم الأحكام الشرعية في البلدان والأماكن التي أسلم أهلها في عصره.
ومن هؤلاء مصعب بن عمير الذي بعثه النبي إلى المدينة المنورة، وبعث معاذ بن جبل إلى اليمن.
وفي عصر أئمة الهدى -عليهم السلام- أمروا أصحابهم بالإفتاء وأرجعوا الناس إليهم ومن الأمثلة على ذلك ما قاله الحسن بن يقطين، لأبي الحسن الرضا -عليهم السلام-: جعلت فداك إنّي لا أكاد أصِل إليك أسألك عن كلّ ما أحتاج إليه من معالم ديني، أ فيونس بن عبد الرحمن ثقة، آخذ عنه ما أحتاج من معالم ديني؟ فقال: نعم. وسئل أحمد بن إسحاق، أبي الحسن الهادي -عليهم السلام- على من يعامل؟ وعمّن يأخذ؟
فقال –عليه السلام-: العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي، فعنّي يؤدّي. وما قال لك عنّي، فعنّي يقول. فاسمع له! وأطِع! فإنّه الثقة المأمون وسأل أبا محمد العسكري أيضا عن مثل ذلك، فقال–عليه السلام-: العمري وابنه ثقتان. ...
وقال أبان تغلب، قال لي أبو عبد اللّه -عليهم السلام-: جالس أهل المدينة، فإنّي أحبّ أن يروا في شيعتنا مثلك.
وقال عبد اللّه بن أبي يعفور، لأبي عبد اللّه -عليه السلام-: إنّه ليس كلّ ساعة ألقاك، ولا يمكن القدوم، ويجيء الرجل من أصحابنا، فيسألني، وليس عندي كلّما يسألني عنه؟
قال -عليه السلام-: فما يمنعك من محمّد بن مسلم الثقفي؛ فإنّه قد سمع من أبي، وكان عنده وجيهاً.
وقال علي بن المسيّب، للرضا -عليه السلام-: شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كلّ وقت، فممّن آخذ معالم ديني؟
فقال–عليه السلام-: من زكريّا بن آدم القمّي، المأمون على الدين والدنيا.
قال السيد الخوئي في: "صراط النجاة ج1ص 17" التقليد كان موجودا في زمان الرسول -صلى الله عليه وآله- وزمان الأئمة عليهم السلام لان معنى التقليد هو اخذ الجاهل بفهم العالم، ومن الواضح أن كل أحد في ذلك الزمان لم يتمكن من الوصول إلى الرسول الأكرم أو احد الأئمة عليهم السلام و اخذ معالم دينه منه مباشرة، واللّه العالم ".
المقال رداً على سؤال: سؤال: مَنذ متى بدأ تقليد غير المعصوم كـ عقيدة؟