الجواب:الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:
الأول: الإحسان إليهما، بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجين وتأمين حوائجهما المعيشيّة وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكّراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعةً وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوّة والضعف.
الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص: «وَإنْ ضَرَبَاكَ فَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ غَفَرَ اللهُ لَكُمَا»
هذا فيما يرجع إلى شؤونهما. وأمّا فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه ممّا يترتب عليه تأذّي أحد أبويه، فهو على قسمين:
الأول: أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرف المؤدّي إليه سواء نهاه عنه أم لا.
الثاني: أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتّصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبّه الخير لولده دنيويّاً كان أم أخرويّاً.
ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبيل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. وبذلك يظهر أنّ إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصيّة غير واجبة في حدِّ ذاتها.
ويجوز للولد أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشته، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة.
هل يجوز مقاطعة الأب إذا فاسقاً ويعصي الله؟
مكتب السيد السيستاني
زيارات:2365
هل يجوز مقاطعة الأب إذا فاسقا ويعصي الله؟ وهل يتحمل الإنسان الإثم إذا أطعمه أو صرف عليه علمًا أن لديه راتب لكنه يصرفه في مالا يرضي الله عزوجل؟
مواضيع مختارة