أَيُّها الأخوةُ الأَجلاّءُ، أَمامَنَا واجباتٌ عديدةٌ في شهرِ رمضانَ المباركِ، نختصرُها فيما يلي:
1- الاهتمامُ بالمجالسِ الحسينيةِ، ودعوةُ الناسِ إِلى الالتزامِ بها ليستفيدَ الناسُ من مواعظِكُمُ الشريفةِ، وتستحقونَ الفوزَ العظيمَ بِها ويتقرّبوا إِلى اللهِ تعالى بتلقّي فضائلِ محمّدٍ وآلِ محمدٍ (عليهِمُ الصلاةُ والسلامُ) والحزنِ على ما تحملوهُ منَ المصائبِ والمحنِ.
2- تفقّدُ المجالسِ الاجتماعيةِ، أَعني محافلَ المشايخِ ومضايِفِهم لكسبِ الودِّ والتواصلِ معهُمْ، وربطُ سادةِ المجتمعِ وقادةِ العشائرِ بالحوزةِ، وترغيبُهم في التكاتُفِ معها، وفِيما بينِهم فإنّهم أنصارُ الحوزةِ وأَعوانُها وأسنادُ الملّةِ وأعضادُها على مرِّ الأَجيالِ.
3- مراقبةُ وضعِ الناسِ عامةً، لنتمكنَ منَ الحيلولةِ دونَ الاستهانةِ بالشّهرِ الشريفِ بالتظاهرِ بالإِفطارِ، فمنْ كانَ لهُ عذرٌ يبيحُ لهُ الإِفطارِ، فيجبُ عليهِ ألا يتجاهرَ بهِ، لأنّهُ إهانةٌ للإسلامِ.
4- الاهتمامُ بكسبِ وتوجيهِ الشبابِ منْ خلالِ دعوتِهمْ إِلى المجالسِ واستثمارِ وجودِهمْ فيها؛ لتثبيتِ قلوبِهم بالإيمانِ والقيمِ والمبادئِ الحقّةِ، وليشعروا بأبوّتِكم ورعايتِكم التي منْ خلالِها يستشعرُ بأبوةِ الدينِ سعياً في تحصينِهم وحمايتِهم من هجماتِ أعداءِ الدينِ عليهمْ فكرياً وثقافياً.
5- علينا أنْ نوليَ للمرأةِ المؤمنةِ اهتمامَها وتوجيهَها وإعطاءَها حقَّها في التبليغِ فهيَ لهَا أثرٌ بالغٌ وكبيرٌ على المجتمعِ، ويمكنُ أنْ يكونَ هذا الأثرُ في الاتجاهينِ، والنبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ قدْ أعطاها مكانَتَها بكلامِهِ وأفعالِهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ.
6- عليكم يا ساسةَ ميدانِ الدعوةِ إِلى الدينِ، تفقدَ عوائلِ الشهداءِ، مادياً ومعنوياً، وحثَّ الناسِ على هذا العملِ الواجبِ دينياً واجتماعياً وأخلاقياً ووطنياً، كما يجبُ الاهتمامُ بيتامى الشهداءِ، وتكريمُهُم وتعظيمُ شأنِهِم؛ لنُشْعِرَهُم بأنَّهُم ورودُ الإِسلامِ وثمارُهُ وامتدادٌ للمجاهدينَ الأَبرارِ، وحملةُ رايةِ الوطنِ الإِسلاميِّ العزيزِ العراقِ في المستقبلِ، وعلينا أَنْ نُشعرَ الناسَ بأنّهُ إِنْ وفِّقَ أَحدٌ منّا لخدمةِ أَيِّ يتيمٍ أَو عائلةِ أَيِّ شهيدٍ، فلا يتصوَّرُ بأنّ لهُ فضلاً عليهِم، فإنّ الفضلَ والشرفَ لتلكَ العائلةِ، وذلكَ اليتيمِ الذي وُفِّقَ والدُهُ لخدمةِ الدينِ والدفاعِ عنِ الوطنِ، ووُفِّــقْنَا نحنُ لخدمتِهِم، وتفضلَتِ العائلةُ علينا بقبولِ الخدمةِ منّا.
ختاماً...
اعلموا أيُّها الأخوةُ، أَنَّ شهرَ رمضانَ في كُلِّ عامٍ منحةٌ منَ اللهِ سبحانَهُ للعبادِ، واختارَ اللهُ سبحانَهُ وتعالى أنْ نكونَ ممّنْ شملتْهُم الرحمةُ الإِلهيةُ فأَدركوا هذا الشّهرَ، ونرجو اللهَ سبحانَهُ أَن يوفِّـقَنا لصيامِهِ وقيامِهِ اتباعاً للرسولِ الأَعظمِ وأَهلِ بيتِهِ (صلواتُ اللهِ عليهِم)، والسّلامُ.