وأثبتت الأبحاث أن جسم الإنسان عندما يتعرض للحرمان من الطعام والشراب يفرز مادة "الأوريكسين" التي تعتبر ناقلا عصبيا يفرز مركّزا في المخ يدعى بـ "المركّز تحت المهادي"، وهو المسؤول عن عملية الإدراك والتركيز، وفق الدكتور فيصل مهداوي من المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر.
مهداوي المختص في أمراض الأعصاب والدماغ، قال إن الصيام يعزز إفراز "الأوريكسين" الذي يضاعف بدوره قدرة الإنسان على التركيز.
ويؤكد في السياق أن الفكرة التي تروج أن الصيام يقلل إمكانيات الفرد في العمل وينقص قدراته الفكرية "لا أساس لها من الصحة".
ويتابع قائلا "هذا الهرمون يعمل على امتصاص الماء من الجسم عن طريق الكلى".
لكن معظم الموظفين يشتكون من أعراض عدم التركيز وقلة الإدراك خلال شهر الصيام لماذا؟
يجزم الدكتور مهداوي بأن هناك عوامل أخرى ترتبط بتلك الأعراض وهي بعيدة كل البعد عن عامل الامتناع عن الأكل والشرب أو بالأحرى الصيام.
في هذا الصدد يلفت مهداوي إلى أن معظم الصائمين لا يخلدون للنوم مبكرا، وهو السبب وفقه وراء تراجع قوة التركيز لديهم خلال ساعات الدوام "أو حتى السياقة" على حد وصفه.
"ألفت انتباهك أن نسب حوادث المرور تزيد خلال الشهر الفضيل مع أن الفرد يسوق سيارته ساعة صباحا وأخرى مساء فما علاقة ذلك بالجوع؟" يتساءل مهداوي.
أثبتت دراسات الدماغ، يضيف مهداوي، أن "أكثر ما يؤثر في التركيز هو قلة النوم، وهو العامل الأول والأخير الذي يؤثر في قدرة الفرد على العمل خلال رمضان".
"ومن يخلد للنوم مبكرا مجبر على القيام للسحور، وذلك يؤثر في نوعية نومه ومن ثم تتراجع لديه القدرة على الإدراك إلى النصف في بعض الأوقات" وفق الدكتور مهداوي.
ما الحل إذن؟
ويحرص أغلب المسلمين على تناول وجبة السحور قبل الفجر، إلا أن ذلك يؤثر سلبا على مردودهم خلال اليوم، إذ "يستفيق الفرد من نومه خلال الساعات التي يدخل فيها الإنسان مرحلة النوم العميق والتي من خلالها فقط يمكن أن يستعيد الدماغ عافيته وراحته"، وبالتالي فإنه "يستحيل" أن يتمتع الفرد بكامل لياقته خلال يوم عمله.
أما عن الطريقة التي تمكن الشخص من الاستمتاع بالصيام والعمل معا، فينصح مهداوي "باحترام ساعات النوم التي يحتاج إليها وعدم جعل شهر رمضان استثناء"، لأن الصيام يساعد على مداواة أعضاء كثيرة من جسم الإنسان، وإذا حرم نفسه من النوم، "تذهب أغلب النتائج سدى".
المصدر: الحرة