هل يجوز الرياء في «القضايا الحسينية»؟

آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم
زيارات:1185
مشاركة
A+ A A-
السؤال: هل يجوز الرياء في القضايا الحسينية (أي في اللطم والتطبير والزنجيل وكذلك قراءة مجلس أو قراءة لطمية)؟ فمنهم من يقول يجوز؟ ومنهم من ينفي ثواب العمل؟ الجواب من المرجع الكبير الراحل السيد محمد سعيد الحكيم (رض):

الرياء محرم في كل شيء حتى في الشعائر الحسينية. والمراد به الإتيان بالعمل بداعي إظهار الإنسان نفسه متديناً أمام الناس، مع أنه في الحقيقة لا يطلب وجه الله تعالى بعمله. أما الإتيان بالعمل لمجرد كونه مقتضى العادة، أو لبيان أن الشخص كريم يبذل المال، أو أنه صبور على مشقة العمل، أو أنه الوجيه بين الناس، الذي هو يهتم بالأمور العامة ويتحمل مسؤوليتها، أو غير ذلك، من دون أن يكون متقرباً إلى الله تعالى في جميع ذلك، فليس هو من الرياء إذا لم يكن القصد منه إظهار كونه متديناً ومتقرباً إلى الله تعالى وإيهام الناس بذلك، وحينئذٍ يكون عمله حلالاً.

غاية الأمر أنه لا يستحق على الله تعالى به الثواب، وإن أمكن على الله تعالى أن يتفضل عليه بلطفه ورحمته وينيبه.

نعم لا ريب في أن الأولى للإنسان أن يتقرب إلى الله تعالى بعمله، ويقصد وجهه الكريم وإرضاءه، ليفوز بالقرب منه، وليكون أهلاً لرحمته وتوفيقه وفيضه (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين)(١).

خصوصاً في مثل شعائر الحسين (عليه السلام)، وما يتصل بنهضته المقدسة، التي أراد (عليه السلام) منها أن يبذل نفسه ونفوس من معه في سبيل الله تعالى وتشييد دينه، ويضحي في سبيل ذلك بكل غالٍ ونفيسٍ، حيث ينبغي لمحبيه وأوليائه وخدامه أن يتأسوا به، ويسيروا في الطريق الذي سلكه، وهو طريق الله تعالى المنعم المفضل، الذي بيده كل شيء، وإليه المرجع والمصير.

••••••••••••• الهوامش: (١) سورة العنكبوت الآية: ٦٩.
مواضيع مختارة