كيف تحتوي «عاصفة» زوجتك العصبية؟

موقع الأئمة الاثني عشر
زيارات:805
مشاركة
A+ A A-
عزيز ملا هذال: في العلاقات الزوجية، من الطبيعي جدًا أن تحدث المشكلات لسبب أو لآخر، وتُخمد نيران هذه المشكلات بعد حين إن أُحسن التعامل معها. لكن بعض الأزواج يشكون من العصبية الدائمة لزوجاتهم ولأي سبب كان، وهو ما يهدد الأسر بانفراط عقدها، كما حصل للكثير من الأسر بسبب نفاد صبر الرجال على التصرفات غير المسؤولة التي تسلكها الزوجات تحت تأثير العصبية الزائدة. فكيف يحمي الزوج نفسه وعائلته من هذه المشكلة؟

اشترك في قناتنا ليصلك كل جديد

من المهم الإشارة إلى أن المرأة العصبية لم تختر أن تكون عصبية، بل ابتُليت بهذا الأمر ولن تتمكن من التخلص منه. والدليل أنها بمجرد أن تهدأ بعد موجة الغضب التي تعصف بها، تراها نادمة متوددة لزوجها أو ابنها الذي صرخت عليه بشدة قبل دقائق فقط. لذا، يجب ألا تُعامل الزوجة العصبية وكأنها تقصد ما تقوم به، ويجب التعامل معها كمصابة بنوع من أنواع الاعتلال النفسي، وبالتالي البحث عن طرق عملية للتعامل معه في إطار إنساني واعٍ.

مثال واقعي

يخبرني زميل عمل أن زوجته من نوع أصحاب العصبية المفرطة. فعند تذمرها من أي شيء، كان كبيرًا أو صغيرًا، تستشيط غضبًا وتبدأ بالصراخ وكسر ما يقرب منها من أوانٍ أو أدوات أو شيء آخر. وحين تعبر سحابة الغضب، تظهر بعض السلوكيات التي تريد عبرها أن تقول إن الأمر ليس بيدها وأنها متأسفة لما حصل، وهو ما يجعلني لا أرد عليها بغضب وأحاول احتواءها قدر الإمكان، على حد تعبيره.

بماذا تعود عصبية الزوجة عليها وعلى عائلتها؟

تعود عصبية الزوجة بعدة عوائد سلبية عليها شخصيًا وعلى عائلتها، ومنها أنها تجعل من معها في المنزل في توتر دائم، مما يجعلهم يفضلون مغادرة المنزل لئلا يدفعهم الغضب إلى القيام بسلوكيات غير سليمة يندمون عليها فيما بعد.

وفي حالات معينة، تؤدي العصبية الزائدة لدى النساء إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، فيصبحن متوترات وقلقات ومحبطات وسلبيات في التعامل مع واقعهن على الرغم من أن الأمر ليس كذلك بالمرة، وهذا هو تأثير العصبية غير الطبيعية عليهن.

وتصاب النساء المفرطات في العصبية بأمراض عضوية كثيرة، منها مشكلات المعدة كالإمساك أو الإسهال والغثيان والصداع الذي يرفع معه ضغط الدم، مما يجعلهن معرضات للجلطات الدماغية والصدرية وغيرها من الأزمات الأخرى التي إن أصابت الإنسان فلن يكون لها علاج وتبقى مزمنة معه ما حيي.

ومن المضاعفات الأخرى للعصبية المفرطة عند النساء فقدانهن للتركيز. فقد تضع حاجة ما في مكان ما في المطبخ، وبعد فترة تُسأل عنها فلا تعرف أين وضعتها بسبب النسيان الناتج من عدم التركيز. ومن العوائد أيضًا الشعور بالتعب والإرهاق رغم كونها لم تقم بأعمال مجهدة، وهو ما يقلل من إنتاجها في الأعمال المهنية والمنزلية وغيرها من الأعمال التي يُفترض أنها تؤديها.

كيف نعامل الزوجة العصبية؟

بعدة أمور يمكن أن نحد من عصبية الزوجة العصبية أو نتجنب انعكاساتها علينا، ومنها الابتعاد عنها في الأوقات التي تكون فيها عصبية، ومغادرة المنزل أو المكان الذي تتواجد فيه، والحرص على عدم الرد عليها لئلا يصل الصدام لدرجات عالية، وبالتالي قد يحدث ما لا يُحمد عقباه.

ومن العلاجات لمثل هذا الأمر استخدام الأزواج أسلوب الصمت معها وعدم التحدث معها حتى بعد انتهاء الموقف، وهو نوع من أنواع العقاب الصامت لكي تشعر بالذنب، وبالتالي تبحث عن طرق للحفاظ على اتزانها الانفعالي في أوقات ذروة العصبية.

ومن الأهمية بمكان أن يستمع الزوج إلى زوجته لتفادي عصبيتها. فكثيرًا ما يقع الزوج في مشكلة عدم الاستماع للزوجة، مما يؤدي لسوء تفاهم يصعّد الأمر إلى مشاكل أكبر. وبهذه الأمور الثلاث يمكن الابتعاد عن خطر العصبية المفرطة للزوجة.

مواضيع مختارة