نشير في هذا العجالة إلى النقاط التالية:
1 ـ إن من يراجع النصوص القرآنية والحديثية، يخرج بحقيقة أن الإسلام يسعى إلى أن يعفي المرأة من أمر العمل خارج بيتها، فإن تربية أطفالها ـ كما يريد الله سبحانه ـ تحتاج إلى إعداد لها، واستعداد منها، على المستوى النفسي، والفكري، والثقافي، والإيماني، والأخلاقي، والسلوكي. وإلى بذل جهد كبير جداً لن تجد معه المرأة فرصة لأي عمل آخر سوى أن تأخذ قسطاً من الراحة يمكنها من الصمود والصبر ثم متابعة إنجاز هذه المهمة الجليلة.
ولأجل أن هذا هو التوجه العام نلاحظ: أن الشارع قد أعفاها من أي انفاق، حيث إن نفقتها إنما تجب على غيرها، حتى لو كانت تملك أموالاً طائلة، وكان زوجها فقيراً وأعطاها حق الحضانة لأولادها، ونحو ذلك من التشريعات الأخرى التي تنسجم مع هذا الجو الرعائي الحميم..
2 ـ إن النصوص تشير أيضاً إلى أن الشارع يرغب في صون المرأة وحفظها من التعرض للرجال، والدخول معهم، والإختلاط بهم. وهو حين يرجح لها أن تعيش في أجواء الصون، والعفاف، فإنه لا يهمل حالات الضرورة، فيسمح لها، بما من شأنه أن يلبي حاجاتها، ويرفع ضروراتها. فإذا توقفت حياتها على العمل، فإنه يرجح لها أن تختار عملا ينسجم مع أهدافه تلك، ولا يجعلها في معرض الفتنة والإفتتان. ولا يرضى لها أن تكون في الواجهات، والصالات لتجلب بأنوثيتها الزبائن.
بل تجد في القرآن إشارة صريحة إلى لزوم حفظ حالة الصون، والإبتعاد عن أجواء التعامل المباشر والإختلاط، كقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}.
وعنهم عليهم السلام: المرأة ريحانة، وليست بقهرمانة.
وقد روى السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن الإمام الصادق عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله قضى على فاطمة عليها السلام بخدمة ما دون الباب، وقضى على علي عليه السلام بما خلفه.
قال: "فقالت فاطمة عليها السلام: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله بإكفائي رسول الله صلى الله عليه وآله تحمل رقاب الرجال. (البحار ج43 ص81 عن قرب الإسناد).
والأخبار التي يمكن الإستشهاد بها كثيرة.